عمرو عاطف: دور النشر تبحث عن "التريند" والمعرض فرصة لقراء "الأقاليم"

تصوير: رودينا ابراهيم - الكاتب عمرو عاطاف خلال حواره مع عين الأسواني

كتب/ت يمنى موسى
2025-01-29 11:00:05

بدأ رحلته في أحد منازل مدينة أسوان، حيث عاش بين كتب والده، التي ألهمته منذ الطفولة فعشق القراءة والكتابة، حتى اكتشف موهبته في تأليف القصص والروايات في سن العاشرة.

ومع نهاية دراسته في 2015 بكلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، عمل كمترجم وروائي وقاص، لينشر أولى رواياته في عام تخرجه، وفي 2025 طرح عمرو عاطف روايته "المفتاح" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ليحاوره "عين الأسواني"، حول مشاركته بالمعرض، ومشكلات كتاب الأقاليم ومعوقات النشر التي تخفي على القراء.. عبر الحوار التالي: 

كيف أثرت طفولتك وتجربتك الدراسية على شغفك بالكتابة؟

في المرحلة الابتدائية، كنت في الصف الخامس حين قالت لي معلمتي أثناء قراءتي لقصة قصيرة: "يمكنك أن تصبح كاتبًا يومًا ما"، هذه الكلمات أثرت فيّ بشدة وجعلتها تحديًا، بدأت بتقليد أسلوب الكُتّاب وتلخيص القصص بأسلوبي، ساعدني على تطوير شغفي وموهبتي مكتبة والدي، التي تحوي العديد من الكتب القديمة والحديثة.

ما هي أهم أعمالك الأدبية؟

لا تقتصر أعمالي على نوع معين، بل تختلف حسب الفكرة التي أتناولها في كل كتاب؛ أولى أعمالي كانت رواية "بحيرة البجع" عام 2015، وقد فازت بالمركز الأول في جائزة الشارقة للجامعات المصرية. 

بعدها توقفت لفترة طويلة عن الكتابة، ثم عدت بمجموعة قصصية "عندما قررت الغزالة البرية أن تحب" عام 2019، أما في 2021، أصدرت رواية "القط الذي هرب إلى الأبد"، الحائزة على جائزة دار المعارف، كما أصدرت مجموعة قصصية بعنوان "في الشرفة"، التي فازت بالجائزة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2022، ويعد أحدث أعمالي رواية "المفتاح"، المتوفرة حاليًا بمعرض الكتاب 2025.

ما الفارق بين مشاركتك الأولى في معرض الكتاب ومشاركتك الحالية؟

في البداية، كان معرض الكتاب في مدينة نصر، وكانت الفوضى واضحة في تنظيم الكتب، فقد كانت مهملة بين الأتربة والغبار، والمكان مكشوف للأمطار، أما الآن، أصبح المعرض أشبه بخلية نحل منظمة كل كاتب يعرف مكان كتابه، ودور النشر محددة وواضحة، ما جعل العثور على الكتب أكثر سهولة.

ما أبرز التحديات التي تواجهك هذا العام في معرض الكتاب؟

السفر من أسوان إلى القاهرة؛ بسبب بعد المسافة، كما أن ضغط العمل في بعض الأحيان يمثل عائقًا إضافيًا.

ما الذي تفتقده في معرض الكتاب مقارنة بالماضي؟

أفتقد قرب موقع المعرض القديم من "وسط البلد"، حيث كان الوصول إليه أسهل بكثير عبر مترو الأنفاق، أما الموقع الحالي بالقاهرة الجديدة بعيد جدًا، مما يزيد من صعوبة الزيارة على البعض. 

من المستفيد الأكبر من معرض الكتاب؟

يستفيد الجميع؛ دور النشر والكُتّاب والقراء والمنظمون، لكن أرى أن القراء هم الأكثر استفادة، لأنهم يجدون عروضًا وتخفيضات لا تتوفر خارج المعرض، ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الكتب قد يكون عائقًا أمام بعض القراء.

ما العوائد التي تحققها من معرض الكتاب ككاتب؟

العائد الأهم بالنسبة لي هو الوصول إلى شريحة أوسع من القراء، فالمردود المادي ليس كبيرًا بالنسبة لي، لكنه يختلف من كاتب لآخر، هناك كُتّاب كبار يحققون أرباحًا جيدة، خاصة أولئك الذين لهم اسم راسخ في الوسط الأدبي.

ما أهم المشكلات التي تواجه كُتّاب الأقاليم في معرض الكتاب؟

المشكلة الرئيسية بعد المسافة بين الأقاليم والقاهرة، لكن وسائل التواصل الاجتماعي قللت من هذا العائق، وأصبحنا متصلين بالعالم العربي كله.

هل هناك تكاليف خفية يتحملها الكاتب عند المشاركة في المعرض؟

نعم، بعض دور النشر تطلب من الكُتّاب دفع مبالغ مقابل نشر أعمالهم، هذا الأمر منتشر للأسف، لكن هناك دور نشر تتحمل تكاليف النشر بالكامل، أتمنى أن تُحل هذه المشكلة قريبًا لأنها تمثل استغلالًا للكاتب.

هل يقدم معرض الكتاب خدمات كافية لقراء الأقاليم؟

نعم، المعرض يمثل فرصة لقراء الأقاليم لشراء الكتب التي يصعب العثور عليها طوال العام في أسوان، على سبيل المثال، لا أجد العديد من الكتب، لذا أحرص على زيارة المعرض مرة واحدة في السنة للحصول على كل ما أحتاجه.

كيف ترى مستقبل الأدب في مصر؟

الأدب المصري يشهد تطورًا مستمرًا، عدد الكُتّاب في ازدياد، والوعي الثقافي ينمو، الكُتّاب أصبحوا أكثر اجتهادًا، وكتاباتهم أكثر جودة مقارنة بالماضي، حيث كان هناك نوع من الاستسهال.

هل واجهت صعوبات مع دور النشر؟

نعم، أحيانًا أرسل عملي لأكثر من 20 دار نشر حتى أجد من تتناسب أفكارها معي، المشكلة ليست دائمًا في جودة العمل، بل في كون الكاتب ليس من "الترند"، ومع ذلك، وجدت دور نشر متعاونة وتؤمن بعملي.

ما دور أسرتك في دعمك ككاتب؟

أسرتي كانت الداعم الأول، فوالدي عمل مذيعًا ثقافيًا في إذاعة جنوب الصعيد لمدة 30 عامًا، وأسهم بشكل كبير في تشكيل شغفي بالكتابة، كما أن مكتبة والدي كانت ملاذي الأول وسببًا رئيسيًا في حبي للكتب.

هل تعرضت لموقف أثر على مسيرتك الأدبية؟

نعم، بعد نشر روايتي الأولى "بحيرة البجع"، اعتقدت أنها ستنفد من الأسواق فور نشرها، لكن لم يحدث ذلك، فشعرت بالإحباط وتوقفت عن الكتابة لمدة أربع سنوات، ومع مرور الوقت، ازداد الإقبال على الرواية، مما شجعني على الاستمرار.

هل هناك كتاب تشعر أنه يُمثّل شخصيتك؟

نعم، مجموعتي القصصية "في الشرفة" تعكس شخصيتي بشكل كبير، إذا أردت أن تعرفني ككاتب، عليك بقراءة هذه المجموعة.

تصوير: رودينا ابراهيم - لقطات من حوار الكاتب عمرو عاطف مع عين الأسواني