لم يكن فوز الطالبة ملك طارق محمد، بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية في تصفيات معرض مصر للعلوم والهندسة، آيسف 2025، فوزًا عاديًا، بل كان إنجازًا بالنسبة لها، ورحلة طويلة مليئة بالتحديات، بدأت بفكرة بسيطة وانتهت بتحقيق حلم كبير.
وقد فازت ملك، الطالبة بالصف الثاني الثانوي بمدرسة عوض السيد الثانوية بنات، بالمركز الثاني في "آيسف" 2025، في مجال علوم البيئة (ENEV).
بدأت قصة ملك مع مشروعها بالصدفة، إذ كانت تجرب بعض المواد الكيميائية على ورق مطبوع، ولاحظت أن بعض هذه المواد أدت إلى محو نسبة بسيطة من الكلمات؛ هذه الملاحظة البسيطة كانت الشرارة الأولى لفكرة مشروعها.
ومن بحث بسيط داخل المنزل، اتجهت ملك بعد ذلك إلى المدرسة "حتى تساعدني مشرفتي حنان محمد"، ومن بعدها انتقلت إلى كلية العلوم لإكمال بحثها "ولم يتردد أساتذة الكلية في مساعدتي"، كما ساعدها والدها "قمت بتوفير المواد والمعدات المطلوبة والبحث عنها".
وفي حديثه عن الشكل النهائي للمشروع، قال والد ملك: "بعد تجربة العديد من المواد والتركيبات، توصلنا إلى أنسجة نهائية قادرة على إزالة الأحبار من الورق بشكل فعال وصديق للبيئة، هذه الأنسجة اختُبرت عدة مرات في المنزل قبل عرضها على المختصين في كلية العلوم، الذين قدموا لنا الدعم الفني والعلمي لتطويرها بشكل أكبر".
كان لفوز ملك تأثير إيجابي كبير على نفسيتها، إذ شعرت بالثقة في قدراتها وبدأت تفكر في كيفية تطوير مشروعها بشكل أكبر، وتفكر الطالبة حاليًا في كيفية تطوير مشروعها لتنفيذه على نطاق أوسع أكاديميًا، ومن ثم تقديمه في مسابقات دولية.
كما تطمح في دراسة الطب أو مجال مشابه، مع الاستمرار في تطوير مشروعها لخدمة المصلحة العامة.
في نهاية تجربتها ترى ملك أن الإصرار هو السبب فيما وصلت إليه، كما أن البحث الجيد كان سبيلها في مواجهة الصعاب والإحباطات، لذا تنصح زملائها بذلك، كما يرى والدها أن دعم الأسر لأبنائها يأتي عن طريق مراعاة مواهبهم وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم "لابد من المصابرة، مع الأخذ في الاعتبار أن لا شيء مستحيل مع الإصرار والعزيمة".
