على دكة خشبية جلس الأطفال يستمعون إلى حكايات السيد إبراهيم في تركيز واهتمام، للأطفال دور أساسي وهام في حياة ومسار مهنة السيد إبراهيم، أحد كتاب قصص الأطفال المصريين، والمترجم أيضًا.
كتب إبراهيم عشرات القصص، سردية وخيالية، كانت من رسوم وحي الأطفال، ساهمت ابنتيّه “سهيلة وفجر” في حبه للحكاية لهذا العُمر.
"عين الأسواني" التقت الكاتب السيد إبراهيم، على هامش فعاليات النسخة السادسة من مهرجان آرت نارتي للفنون في غرب سهيل، في سطور نُخبرك كيف صنع عالمه القصصي، وكيف جذب عقول وقلوب الأطفال؟
السيد إبراهيم، هو كاتب للأطفال، وعضو اتحاد كتاب مصر ومدرب معتمد لدى مركز الفنون في مكتبة الإسكندرية، وحائز على شهادة تقدير دولية من المؤسسة العربية للقيم المجتمعية عن كتاب "ابتكارات صغيرة".
شارك إبراهيم، 51 عامًا، في مشروع 100 قصة علمية من إنتاج تطبيق "عصافير" الإلكتروني، حيث كتب عشر قصص، وهو مشروع تُرجم لنحو 100 أجنبية، بدعم من مؤسسات دولية، ومن ضمن القصص: “يا شمشون ماذا تريد أن تكون، كهف الحشرات المضيئة، نمنم هو الأقوى، الكسلان والفصول الأربعة، عصفور رأسه يدور، لماذا رحل الدب القطبي".
يقول الكاتب السيد إبراهيم: “أقيم في الإسكندرية، بدأ اهتمامي بالأطفال، حين رزقني الله بابنتي سهيلة منذ 20 عامًا، رأيت أنه من الممكن نقل تجربتي في تربيتها إلى عدد أكبر من الأطفال، أكتب كل وقت قصصًا لها، لكنني أردت أن تصل القصص إلى أكبر عدد من الأطفال، فخصصت قصصًا منها لعمل كتب على تطبيق "عصافير" و"نوري".
يستمد إبراهيم أفكار قصصه من التواصل مع الأطفال، ويضيف: “من الضروري باستمرار وجود ورش تفاعلية للأطفال مثل التي أقيمت في مهرجان آرت نارتي، كتبت قصصًا من رسوم وحي الأطفال، وهم دائمًا يشاركونني أفكارهم".
"هذه القصص الآن أنتجت 30 كتابًا متوفر بعضها على تطبيق "نوري" و"عصافير" تحت اسم "رسوم وحي الأطفال"، هكذا يقول إبراهيم، موضحًا أن الأطفال يعملون معه في ورش الكتابة الإبداعية، ويصممون صور الأشخاص في القصص التي يكتبوها، وبعضها نُشر في مجلة فارس 2018.
ويتمنى إبراهيم، احتراف الأطفال رسم القصص وكتابتها حين يكبرون.
لكن ماذا عن النشأة، يقول إبراهيم: “عندما كنت طفلًا، كنت أقرأ للكاتب الكبير يعقوب الشاروني، وسعدت جدًا لما اسمي نزل معاه مرة في كتاب "هؤلاء كتبوا للأطفال"، كنت من محبي قصصه ثم جمعني وهو كتاب واحد".
على عكس مخاوف البعض من وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، يرى إبراهيم أن تأثير هذه الوسائل اليوم إيجابي جدًا، لأن أطفال كثيرين شاركوا في المبادرة من جميع أنحاء الوطن العربي من "الخليج، الأردن، لبنان، المغرب"، بجانب لقاء الأطفال في مكتبة الإسكندرية، ومعارض الكتب "القاهرة" و"الإسكندرية"، والمراكز الثقافية الأجنبية المهتمة بالطفل.
وينظم إبراهيم، ورش حكي ورسم، بعناوين لافتة مثل "اكتب قصتك"، وهي ورش تستمر أسبوع، حيث يُسمح للأطفال بنقد القصص، يضيف: “قد نعطيهم قصة حقيقية لابتكار نهايتها وتغيير أحداثها"، بجانب ورش "أون لاين".
ويستعرض إبراهيم سلسلة المبادرات والمشاريع في طور التنفيذ، إذ قام بعمل مبادرة بعنوان "رسوم الصغار بريشة الكبار"، أي الكبار يرسمون الأطفال بشخصيات كرتونية، ويعمل إبراهيم على مشروع بعنوان "قصص من وحي الأطفال"، ضمن 15 قصة يضمها كتاب واحد.
كما أشار إلى سلسلة "قصص من تراث الشعوب"، حيث يُقدِم القصص العالمية من تراث الشعوب المختلفة بشكل جديد دون أخطاء تربوية أو علمية، بالإضافة لسلسلة "قصص الحيوانات في حياة الصحابة"، وهو مشروع قصص دينية مجمعة كل أبطالها من الحيوانات.
كما يستعد لاستلام نسخ كتاب "المهرج" عن دار نشر خليجية، وكتاب "حيوانات دخلت التاريخ" لنشر الجزء السابع منه في مجلات العربي الصغير، والتي لا يزيد ثمنها على 2 جنيه فقط.
كما أنتج كتاب "لوحة وقصة" بالتعاون مع مجلة نور التابعة للأزهر، وهي عبارة عن رسوم للأطفال يكتب قصتها.