لم يكن فقدانها للبصر عائقًا أمام أحلام الفتاة الصغيرة التي ولدت بمدينة أسوان، حددت هدفها مسبقًا، وقررت خَوْض كل التجارب كي تنجح في الوصول لمنصات التتويج، كبطلة رياضية.
كانت نقطة انطلاق بشاير سري سليم ممارسة "كرة الهدف" -رياضية جماعية مبتكرة من أجل المكفوفين- بعدها استمرت في السعي نحو لعبة تحترفها، لتجد شغفها الحقيقي في لعبة الجودو، لم يكن لبشاير سقف لطموحاتها، حصلت على العديد من الميداليات، حتى صارت بطلة الجمهورية وتأهلت للعديد من البطولات الدولية، وتسعى حاليًا للوصول إلى المركز الأول عالميًا.
مشوار "بشاير" تُوّج أخيرًا بحفل تكريمها في نادي التجديف بأسوان، بعد حصولها على بطولة الجمهورية في الجودو للمكفوفين، وحول رحلتها وأحلامها تحاورها "عين الأسواني"، عبر السطور التالية.
في البداية متى بدأتِ ممارسة الرياضة؟
بدأت ممارسة الجودو عام 2023، وقبلها كنت ألعب "كرة الهدف"، عندما جربت الجودو، شعرت أنها الرياضة الأقرب لي والأكثر متعة.
كيف تعرفتِ على الجودو؟
تعرفت عليها من خلال القراءة، كما أنني كنت أمارس الرياضة بشكل عام، لذا كنت على دراية بالرياضات المختلفة التي يدعمها الاتحاد الرياضي للمكفوفين، ومن بينها الجودو.
كيف تمكنتِ من ممارسة الجودو رغم الإعاقة البصرية؟
يوفر الاتحاد الرياضي للمكفوفين فرصًا للرياضيين المكفوفين في مختلف الألعاب، كنت على علم بوجود فرق جودو للمكفوفين، فقررت الانضمام والتدريب بجدية.
ما الفارق بين جودو الأصحاء وجودو ذوي الإعاقة البصرية؟
لا يوجد فرق في الحركات أو القواعد، لكن المكفوفون ينقسمون لفئتين؛ الأولى G1 لمن لا يرون نهائيًا، G2 لمن لديهم بقايا بصرية.
أين بدأتِ ممارسة الجودو؟
بدأت في نادي السودان العربي، ثم انتقلت إلى نادي مستقبل الإسكندرية، ولكن لم يكن هناك فريق جودو للمكفوفين، بل فرق لرياضات أخرى مثل الكاراتيه وكرة القدم، حتى أنني كنت الوحيدة التي تمارس الجودو، لاحقًا انضمت فتاة أخرى من أسوان "روان حسن" لتبدأ معي.
من يدربكِ حاليًا؟
مدربتي، الكابتن ريم عصام، بدأت مسيرتها في تدريب الأصحاء، ثم اتجهت إلى تدريب المكفوفين، حرصت على تدريبي وسط الأصحاء ليكونوا معي في التمرين، رغم أنها ليست مدربتي في النادي، تقوم بذلك بدافع اجتهادها الشخصي ورغبتها الصادقة في رؤيتي بطلة متميزة، تدربني بكل حب وإخلاص، دون أي مقابل مادي، مما يعكس شغفها الحقيقي ودعمها الكبير لي.
ما البطولات التي شاركتِ بها والميداليات التي حصلتِ عليها؟
شاركت في عدة بطولات دولية ومحلية، كما حصلت على مراكز عالمية، إذ حصلت على المركز الثالث عالميًا في بطولة فنلندا، وعلى المركز السابع في بطولة بريطانيا، كما حصلت على المركز الخامس في بطولة اليابان، ووصلت إلى دور الثمانية في بطولات بتركيا وألمانيا.
ومحليًا، حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية في عدة بطولات جمهورية.
من شجعكِ على ممارسة الجودو؟ وكيف؟
أهلي وأصدقائي و مدربتي كانوا أكبر داعم لي، كانوا دائمًا يشجعونني معنويًا ويؤمنون بقدراتي، كما ساعدتني مدربتي ريم عصام كثيرًا، سواء بالتحفيز النفسي أو بالتدريبات المكثفة.
كيف انضممتِ إلى المنتخب؟
التحقت بالمنتخب بعدما تواصل معي الكابتن عماد عبد العظيم، المدير الإداري للمنتخبات، وسألني إن كنت مستعدة للانضمام، فوافقت وسافرت إلى القاهرة للمعسكر التدريبي.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في الجودو؟
في البداية، كنت أخشى فكرة السقوط أثناء القتال، لكن تغلبت على ذلك بالتدريب المستمر، كما واجهتني صعوبة عدم وجود فريق للمكفوفين في أسوان، مما اضطرني للسفر قبل كل بطولة للتدريب في مدن أخرى.
كيف تُموّل تدريباتك وسفرك للبطولات؟
عندما أكون ضمن المنتخب، يتحمل الاتحاد الرياضي تغطية جميع النفقات، أما في حال عدم انضمامي، فأتحمل التكاليف بنفسي، ورغم ذلك، يبقى الاتحاد داعمًا لنا، سواء من خلال الدعم المعنوي أو توفير نادٍ للتسجيل فيه. خاصة أن ممارسة الجودو في أسوان تمثل تحديًا لعدم توفر أندية لهذه الرياضة هناك، بالإضافة إلى ذلك، ليس كل الأندية مسجلة ضمن الاتحاد الرياضي المصري، يجب أن يكون النادى مسجل تحت مسمى الاتحاد الرياضي المصري.
ما شعورك تجاه التكريم الذي حصلت عليها؟
كان شعورًا رائعًا ومزيجًا من الفخر والامتنان، أحسست أن كل جهد بذلته لم يضع هباءً، وأن كل خطوة صغيرة كان لها أثرًا كبيرًا في رحلتي.
من كان أكبر داعم لكِ خلال مسيرتكِ؟
أهلي، أصدقائي، ومدربتي ريم عصام، التي لم تبخل عليّ بأي دعم، سواء في التدريبات أو التحفيز النفسي، كما أن الاتحاد الرياضي للمكفوفين كان له دور كبير في دعمي.
ما طموحاتك المستقبلية في الجودو؟
أطمح لتحقيق المركز الأول عالميًا ورفع اسم مصر في البطولات الدولية، وأيضًا أن أساهم في تطوير رياضة الجودو للمكفوفين في مصر، حتى يكون لدينا فريق قوي ينافس عالميًا.