حكاية سحر بين الترجمة للكبار والتأليف للأطفال

صورة أرشيفية للمترجمة والكاتبة سحر جبر

كتب/ت هاجر أحمد
2024-07-15 16:00:08

وسط دائرة من الصغار المُتحلقين حولها جلست سحر جبر في هدوء، تحكي إحدى قصصها، فتجذبهم إلى عالم مليء بالسحر والألوان، وذلك ضمن فعاليات النسخة السابعة من مهرجان "آرت نارتي" لفنون الطفل المُقام بقرية غرب سهيل.

لدى سحر مشوار طويل في مجال الترجمة وتأليف قصص الأطفال، إذ أنها ترجمت أكثر من 40 كتاب، منها 3 كتب من سلسلة "هاري بوتر" للكاتبة البريطانية "جي كي رولينج"، بالإضافة لترجمتها روايات أخرى مثل "عالم دان براون"، و"حول العالم في 80 قطارًا"، كما لديها تجربة في مجال كتابة المسرح، فكتبت مسرحية "تكاشير" عام 2012، التي تناولت فيه موضوع العنف ضد الأطفال.

وفي استراحة من إحدى قصصها لأطفال "آرت نارتي" حكت سحر حكايتها هي في مجال الكتابة والترجمة..
بدأت سحر في مجال الكتابة بشكل عام كهواية، وذلك لميلها الشديد للكتابة والقراءة، كتبت خواطر وقررت نشرهم في كتاب واحد، وكانت أول بدايتها في مجال الترجمة عام 2005، وبعدها بأعوام قليلة بدأت في كتابة كتب الأطفال.
نشرت الكاتبة العديد من الكتب منها ما يُناسب الصغار؛ مثل كتاب "نجمة الضوء" بـدار المستقبل، وكتاب "مغامرات آدم في الأدغال" المنشور بدار كتبنا وغيرها يناسب الكبار أكثر مثل كتاب علينتو الذي نشره معهد الشارقة للتراث، وهو كتاب للأطفال عن طائف طفل مصري من النوبة، وكتاب" عالم دان براون" التي ترجمته ونُشر بـدار أكتب، بالإضافة إلى مسرحية "تكاشير" التي ناقشت فيها العنف ضد الطفل، وساهمت في كتابتها صديقتها هناء سيف الدين.
تقول سحر "قدّمت أيضًا برنامج صندوق الكتب مع سحر جبر من خلال راديو أسوان إف إم، وتحدثت عن الكتب التي أثرت بي، ومن ضمنهم رواية "الأمير الصغير" للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري.

من بين أكثر المؤلفين الذين تأثرت بهم، كان الكاتب الفرنسي جول فيرن، وتحديدًا روايته "حول العالم في 80 يوم"، التي قرأتها في طفولتها.

تقول سحر "كنت أحلم أن أصبح رحالة مثله لحبي للسفر والتأمل في الطبيعة، وأثرت فيّ أيضًا رواية "الخيميائي" للروائي الكولومبي باولو كويلو، والعديد من الكتب الأخرى لـتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ويوسف السباعي".
وحول الفارق بين الكتابة والترجمة، أوضحت سحر "الكتابة عامة تُعبّر عن أفكاري الخاصة، أما الترجمة فهي التعبير عن أفكار غيري من خلال الترجمة من لغة لأخرى".
الكتابة في نظر سحر هواية وموهبة، هكذا بدأت في طفولتها، ثم مارستها باستمرار للتعبير عن مشاعرها وأفكارها، مما أدى إلى تطوير مهارات التأليف والكتابة لديها.

فيما أشارت إلى أن الترجمة تحتاج إلى جهد ووقت كبيرين، ما يستنفذ جهدًا عقليًا، وتحتاج إلى تقدير الوقت حتى تستطيع التغلب على هذه المشكلة، فقد استغرقت وقتًا طويلًا في ترجمة أحد أجزاء سلسلة "هاري بوتر"، إذ تقول "الجزء الأخير وحده استغرق 3 شهور للترجمة، حيث يبلغ عدد صفحاته حوالي 600 صفحة".

طريق سحر لم يخلْ من العقبات، تُفسّر ذلك قائلة "في بعض التجارب مع دور النشر أتلقّى أجرًا أقل من المجهود الذي أبذله، وأحيانًا أوضع تحت ضغط إنهاء كتابة الكتاب في وقت غير كافي".

ترى سحر أن مجال كتب الأطفال عامر بالكتاب الموهوبين، مثل أمل فرح وعفاف طبالة ومحمد كسبر والسيد إبراهيم، غير أنها تعتقد أن المشكلة التي تُقابلهم هو عدم توفر الإمكانيات "لدينا مثلًا مشكلة غلاء ورق الطباعة في مصر، خاصة في كتب الأطفال، لأنها يجب أن تكون جذابة"، مما يؤثر ذلك على تقليل عدد الكتب المطبوعة للأطفال.

وتتمنى سحر تطوير مجال كتابة الأطفال، وتوفير الإمكانيات اللازمة للكتابة والكُتاب، حتى تتوقف معاناتهم مع غلاء أسعار الورق وضعف الإمكانيات.