تهوى حكي القصص وبالأخص للأطفال، تتنقل من بلد لآخر ومن محافظة لأخرى حتى تكتسب معلومات، وتتعرف على تراثها ونشأتها حتى ترويها على شكل قصص مبسطة وممتعة على هيئة فيديوهات، ثُم تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتُعرّف مُتابعيها على الثقافات المحيطة، هذا ما تفعله المرشدة السياحية "بسنت نور الدين".
ومن بين تلك المحافظات التي اتجهت إليها بسنت، كانت أسوان، حيث تطوعت بمهرجان "آرت نارتي" لفنون الطفل في دورته السابعة، والذي انتهى يوم 28 يونيو الماضي بقرية غرب سهيل بمدينة أسوان، بسبب حبها للأطفال، ورغبتها في تعليمهم مهارات جديدة تُمكّنهم من توسيع مداركهم.
تروي بسنت نور الدين لـ"عين الأسواني" أن مهارة الحكي لازمتها منذ الصغر، عندما كانت ترى الأطفال مشاغبين ويُحدثون ضوضاء بالمكان، كانت تجمعهم وتحكي لهم قصص، بجانب أنها كانت تحكي لهم أيضًا قبل نومهم.
مهارة حكي القصص لم تنتهْ مع كبرها بالسن، بل على العكس، تمكّنت من تطويرها لتُلائم عملها بمجال الإرشاد السياحي، فبدأت في جذب السياح عن طريق سرد القصص التاريخية، وقيل لها إنها مُتمكّنة في مهارة الحكي، وعندما كانت تشرح لأصدقائها الأماكن وعوالم البلاد كانوا يقولون لها إنها من المفترض أن تكون مذيعة بسبب جمال شرحها.
تعلق بسنت "كانوا يشبهونني بأبلة فضيلة واقترح زملائي عليّ تسجيل مقاطع فيديو للحكايات، على أن أنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعجبت بالفكرة وقمت فورًا بتنفيذها، وهذا كان منذ سبعة أعوام".
بدأ مشاهدو مقاطع الفيديو التي تنشرها يتفاعلوا معها لإعجابهم بطريقة شرحها، ولكي تنهل من بحر الحكايات، قررت بسنت السفر والتجوّل بين المحافظات المصرية "رغم خوف والدتي عليّ"، كما تقول، ومع ذلك لم تقف والدتها أمام أحلامها ومستقبلها، وكان والدها دائم التشجيع لها.
وتقول بسنت: "زرت داخل مصر، محافظات الأقصر وأسوان وبورسعيد ودمياط والمنوفية ومرسى مطروح والمنيا والإسكندرية، كذلك مدن دهب والقصير وسيوة، وخارج مصر زرت لبنان والسعودية وإيطاليا والسويد وكينيا وتنزانيا وانجلترا".
فيما أوضحت بسنت أنها تحب أفريقيا جدًا وبالأخص كينيا لأنها تمتاز بالطبيعة الخلابة والأنهار والمحيطات والأمطار الغزيرة والأشجار الاستوائية والحيوانات "كل شيء فيها جميل وخلاب".
وتشارك بسنت بمهرجان "آرت نارتي" ما يحدث من فعاليات من خلال الفيديوهات عن الأطفال والمشاركين، حتى يُشاهده مُتابعوها على مواقع التواصل الاجتماعي "ليتعرفوا على المهرجان وكل ما يحدث فيه، وهدفي هو تشجيعهم، إذا رغبوا في التطوع للعمل به".
تُعدّ تلك المشاركة الثانية لبسنت بمهرجان "آرت نارتي"، فيما شاركت للمرة الأولى بالنسخة الخامسة للمهرجان، مُوضحة أنها ما قامت به وقتها "أخذت الأطفال في جولات سياحية في المعابد والنيل بأسوان، وحكيت لهم عن معالم أسوان". حكت لهم بسنت وقتها قصة الآغا خان ، رئيس عصبة الأمم عام منذ 1937، والذي توفي بأسوان حيث زارها بحثًا عن شفاء من مرض الروماتيزم عام 1954.
كما قصت عليهم قصص مقابر النبلاء وقصة نقل معبد أبو سمبل 1964، ولفت نظر بسنت هذا العام زيادة عدد الأطفال المشاركين "وهذا عكس السنة الأولى التي شاركت بها في المهرجان".