"صلي على العدنان".. فرقة أسيوط تعكس التراث الصعيدي في مهرجان أسوان

تصوير: أمنية حسن - فرقة أسيوط

كتب/ت أمنية حسن
2025-02-23 11:00:06

"مدد مدد يا مدد، صلي على نبينا العدنان".. يَضْرِب محمود يحيى، بعصاه خشبة مسرح فوزي فوزي، في تناغمٍ لافت ومُلتحم مع إيقاعات الدفوف التي تدقها كفوف أعضاء فرقة أسيوط، بينما يتنقل هو بين الحركات السريعة والدقيقة التي تعكس التراث الشعبي بأسلوب مميز. 

تتحرك العصا بين يديه بشكل سلس وكأنها جزء لا يتجزأ من جسده، ليضفي على العرض لمسة من القوة والرشاقة في آن واحد،  بينما باقي أعضاء فرقة أسيوط للعصا يتناغمون مع إيقاع العرض.

التحطيب بالعصا

عكست الفرقة خلال عرضها أصالة الفن الشعبي الصعيدي، الذي يعبر عن قوة الإرادة والجسد في آن واحد، خلال مشاركتها في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون في دورته الثانية عشرة، إذ قدمت الفرقة عروضها  بعدة رقصات مثل: "التحميلة، عروسة المولد، غزل، والفرح الأسيوطي".

ومن أشهر الرقصات التي قدمتها الفرقة، رقصة العصايا وهي أبرز الرقصات التي تعكس التراث الثقافي لأسيوط. تعود جذور هذه الرقصة إلى الموروثات الشعبية المصرية القديمة منذ عهد الفراعنة، حين كان المصريون يحتفلون بانتصاراتهم في الحروب من خلال "التحطيب"، وهي رقصة تستخدم فيها العصا بشكل رمزي للتعبير عن الفرح والاحتفال بالنصر.

يحكي محمود يحيى، مدرب الفرقة لـ"عين الأسواني"، استعدادات فرقته للمشاركة في المهرجان على مدار العام، حيث تدربوا بشكل مستمر وشاركوا في عدد من الفعاليات الشعبية.

تتألف الفرقة من 40 عضوًا من السيدات والرجال والموسيقيين، وتقدم الفرقة عروضًا بشكل دوري نحو عرضين شهريًا، وكانت آخر مشاركاتهم في مهرجان التحطيب، بحسب يحيى، الذي أعجب بالتنظيم الجيد للمهرجان.

الجلباب الصعيدي

يحمل مصطفى محمود، أحد أعضاء الفرقة، العصا وهو يرتدي الجلباب الصعيدي، ويتبادل الأدوار مع زملائه في فرقة أسيوط على أنغام موسيقى الربابة والمزمار. 

يقول "محمود"، الذي انضم إليها منذ عام 2002، إن فرقته أصبحت من أبرز الفرق التي تمثل أسيوط في المهرجانات داخل مصر وخارجها، مضيفًا: "نقدم مجموعة متنوعة من الرقصات الشعبية، من أبرزها الرقصة الصعيدية التي تُعد جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي في أسيوط".

بدأ محمود المشاركة في الفنون الشعبية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، بعد أن شاهد الفرقة أثناء تدريباتها، وهنا قرر الانضمام إلى فرقة الأطفال، ومع مرور الوقت، أصبح عضوًا في فرقة الكبار.

وعن المهرجان، يرى أن الجديد هذا العام هو زيادة عدد الفرق المشاركة بالإضافة إلى التنظيم الجيد وتوسيع مواقع العروض مقارنة بالسنوات الماضية، مما ساعد في زيادة التفاعل مع الجمهور وعزز حماس الفرقة: "كلما زاد الجمهور، زادت طاقة الفرقة وحماستها".

يقول: "الجمهور في الخارج لا يعرف الفلكلور المصري ويعتبره جديدًا وغريبًا، مما يزيد من انبهارهم بالأداء الذي يتسم بصعوبة وحرفية عالية، على عكس المشاركة داخل مصر حيث بات الجميع يعرف الفرقة جيدًا".

"كفه كريم، خلقه عظيم، كنزه القديم آتي لنا زمان.. صلي على النبي".. يردد الجمهور الصلاة على النبي بينما لا تزال فرقة أسيوط تدب بالعصيان على خشبة المسرح، بأداء حماسي يعكس حبهم لتقديم التراث المصري الأصيل.

 

تصوير: أمنية حسن - فرقة أسيوط