فرقة التنورة التراثية.. سحر الروح والحركة في مهرجان أسوان

تصوير: أمنية حسن - فرقة التنورة التراثية

كتب/ت أمنية حسن
2025-02-22 10:00:05

مثل حلقات الشمس الزاهية، التي تسرق الأنظار بألوانها المختلفة، ارتدى إيهاب محمود، التنورة قبل أن يعتلي مسرح فوزي فوزي في مدينة أسوان. رأسه مرفوع وعيناه مركّزتان في الأفق، يتحرك بشكل سريع ورشيق، يدور حول نفسه مع تحريك التنورة لتتسع وتنتفخ في الهواء، ليخلق بذلك عرضًا ساحرًا يأسر القلوب.

إيهاب أحد أعضاء فرقة التنورة الشعبية، التي شاركت في الدورة الثانية عشرة بمهرجان أسوان للثقافة والفنون، وأشعلت مسرح فوزي فوزي، وجعلت الحضور يتفاعل مع حلقات التنورة الملونة التي غمرت الأجواء بسحر فريد.

بداية فرقة التنورة

شاركت فرقة "التنورة"، إحدى فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي تأسست العام 1988 داخل قصر الغوري للتراث بالقاهرة، في العديد من الفعاليات الثقافية، حيث نفذت جولات رقص مستمرة في مختلف المحافظات وخارج البلاد لتقديم عروضها بانتظام. 

كما كانت لها مشاركة مميزة في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون في دورته الثانية عشرة، إلى جانب 26 فرقة مصرية وأجنبية، بعد انقطاع منذ الدورة السادسة، وفقًا لما ذكره محمود إيهاب، راقص بالفرقة.

انضم إيهاب إلى الفرقة في العام 2020، وشارك في العديد من المهرجانات والمناسبات الثقافية، وفي وصفه لتجربته يقول: "في كل مرة نشارك في حدث، يتغير الجمهور والفرق المشاركة، مما يضيف طابعًا خاصًا على الأجواء العامة".

بدأ إيهاب مشواره في الرقص بالتنورة خلال المشاركة في حفلات صغيرة، لكن سرعان ما تطور الأمر بفضل محاولاته المستمرة لإتقان أدائه، ليصبح جزءًا أساسيًا من الفريق على مدار خمس سنوات.

ويوضح لـ"عين الأسواني": "ما يميز المهرجان هو تنوع الفرق القادمة من دول مختلفة، مما يخلق حالة من التعدد الثقافي بين الفقرات التي تقدمها الفرق بألوانها المتنوعة، ويشعل الحماس لدى الجمهور الذي يترقب كل جديد".

مع كل عرض جديد، تستعد الفرقة جيدًا بالتدريب على العروض والرقصات، إذ يشير إيهاب إلى أن الاختلاف كان هذه المرة أكثر إثارة وجمالًا، بالإضافة إلى رغبة الجمهور المتزايدة في التعرف على الفنون المتنوعة داخل المهرجان.

عروض الفرقة المبهجة

كان الغناء المصاحب لثلاثة حلقات من راقصي التنورة مزيجًا من مديح النبي محمد والأولياء الصالحين، بالإضافة إلى بعض الموسيقى والمواويل الشعبية. 

تصاعدت أصوات التصفيق بين الجمهور الذي تجمع في وسط الحلقة، بينما استمرت الفرقة في تقديم عروضها في الخلفية، مصحوبة بالآلات الموسيقية الشعبية مثل الربابة والمزمار والطبلة. 

هذا التناغم بين الرقص والموسيقى أضفى على العرض أجواءً حماسية ومؤثرة، حيث تأثر الجمهور بجو البهجة والحيوية، مما جعل الحدث أكثر سحرًا وتميزًا بسبب فرقة التنورة التي تخطى عمرها الـ37 عامًا.

يتحدث إيهاب عن قدرة فرقة التنورة على جذب انتباه الجمهور حتى قبل بدء العرض، حيث يتتبعهم الجميع لرؤية ما سيفعلونه، وكذلك أثناء عرض الفرقة في مسرح فوزي فوزي أو شارع السوق السياحي بأسوان.

يروي إيهاب، أن الفرقة تقدم عروض التنورة الشعبية منذ أيام أجداده، إذ ورثها عن والده: "كنت شغوفًا بالانضمام إليها في يوم من الأيام، بسبب حبي الكبير لهذه الفرقة، فلا يمكن لأي شخص يرقص التنورة أن يشبع من هذا المجال، لذا أحببت هذا الرقص الاستعراضي الذي يتضمن تنقلات صوفية تتميز بالإحساس والروح الخاصة، مما يعطيه طابعًا مميزًا في كل عرض".

هبطت تنورات الفرقة من المسرح إلى ساحة الجمهور، لتضيف على العرض مزيدًا من الحماس والاشتعال، بينما رؤوس راقصي الفرقة تهيم في الفضاء بشكل روحاني وحسّ صوفي، ويَلْتفّون حول بعضهم وتتنقل أجسادهم بانسيابية، بينما تتسع التنورات في الهواء.

 

 

 

تصوير: أمنية حسن - فرقة التنورة