اشتكى عدد من سكان حي دار السلام بمحافظة القاهرة من قلة الخدمات الرياضية بالمنطقة، مؤكدين أن الحي يضم مركز شباب واحد فقط، ولا يشمل جميع الألعاب الرياضية، ما يحدّ من فرص ممارسة الشباب للرياضة.
وطالب الأهالي بضرورة توفير مزيد من الفرص الرياضية وتطوير المنشآت القائمة، لتشجيع الأطفال والشباب على ممارسة الرياضة داخل الحي بدلًا من اضطرارهم للانتقال إلى مناطق بعيدة.
يأتي ذلك في إطار، عقد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أمس الأحد، اجتماعًا موسعًا مع الجهات المعنية بالوزارة لمناقشة سبل تعزيز الأنشطة داخل مراكز الشباب بشكل عام، مؤكدًا أن الوزارة تنفذ سنويًا أكثر من 5.5 ألف مشروع وفعالية وبرنامج و15 مليون فرصة رياضية.
وكان آخر مشروع رياضي نفذته الوزارة في حي دار السلام هو افتتاح مركز شباب دار السلام في يناير 2023 على مساحة 7 آلاف متر، حيث يضم ملاعب لكرة القدم وكونغ فو وكاراتيه فقط لأعضاء المركز، وتبلغ رسوم العضوية 70 جنيهًا لمن هم تحت 21 عامًا و100 جنيه فوق 21 عامًا.
مركز شباب واحد
ويعتبر مركز الشباب الوحيد الذي يخدم أهالي حي دار السلام البالغ عددهم 567 ألفًا و517 نسمة.
وبحسب تقرير نشرته "صوت السلام" بعد الافتتاح، كانت إدارة المركز تخطط لإضافة حمام سباحة وملعب كرة سلة وكرة يد، لتلبية احتياجات سكان الحي، ولكن، بعد مرور ثلاث سنوات على الافتتاح، تحول المركز إلى عدة ملاعب يتم تأجيرها بالساعة لكرة القدم فقط، دون تنفيذ تلك الخطط، مما أثر على آمال السكان في ممارسة الرياضة.
من بينهم جومانة عماد، 22 عامًا، والتي اتجهت إلى صالات الجيم الخاصة المنتشرة في دار السلام، مقابل اشتراك شهري قدره 300 جنيه، بسبب ازدحام مركز الشباب لكونه الوحيد في دار السلام، وبُعد مراكز الشباب الأخرى عن مكان سكنها.
تقول جومانة: "حاولت أبحث عن مكان أقدر أتمرن فيه على السباحة بالقرب من البيت، لكن مفيش أماكن، والأماكن القريبة على النيل غالية جدًا، تقريبًا 2000 جنيه شهريًا من غير المواصلات والطعام، مش هقدر أدفع المبلغ ده كل شهر، والأماكن الحكومية للسباحة أغلبها في الزمالك، وده بيكون بعيد وصعب بسبب شغلي ياريت يكون فيه أكتر من مركز شباب في دار السلام".
وأكد وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، في اجتماعه بالأمس، ضرورة الاستفادة القصوى من مراكز الشباب البالغ عددها 4542 مركزًا، لضمان وصول الخدمات إلى أكبر عدد من المستفيدين.
لكن محمد محروس، 33 عامًا، أحد سكان دار السلام، يعتبر نفسه غير مستفيد من تلك المراكز، بسبب أن الحي لا يضم سوى مركز واحد وينقصه رياضات عديدة، لذا يلجأ إلى صالات الجيم رغم حبه لرياضة كرة القدم.
يقول: "نعاني في دار السلام من عدم ممارسة كرة القدم في الحي بسبب نقص الأماكن الرياضية، والاشتراك في أندية خارجية ومكلف وبعيد، رغم أن الرياضة مهمة وأنا بحب الكورة".
اختفاء الرياضة
وتعلق شيماء محمد، 29 عامًا: "الأنشطة الرياضية التي تقوم بها الوزارة كل عام لا تشمل حي دار السلام، عشان كدة بنضطر نشترك في أماكن بعيدة وغالية".
يعاني نجل شيماء 8 سنوات من السمنة، إلا أن مركز الشباب في الحي مزدحم وتنقصه رياضات تناسب الأطفال: "اشتركت في مركز شباب الجزيرة التابع لمنطقة الزمالك رغم أنه بعيد ومؤخرًا زاد سعر الاشترك حتى وصل إلى 5 آلاف جنيه ووقتها مقدرتش أجدده".
حاولت "صوت السلام" التواصل مع الدكتور محمد الشاذلي، المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، عبر الاتصال الهاتفي ورسائل "الواتساب" لمعرفة خطة الوزارة بشأن إنشاء وتطوير مراكز الشباب في حي دار السلام، وهل الحي مشمول في الـ5.5 ألف مشروع وفعالية التي تقيمها الوزارة سنويًا أم لا، لكن لم نتلقَ ردًا حتى وقت نشر التقرير.