في 21 يناير الماضي، افتتح أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مركز شباب دار السلام، عقب حصوله على "إشهار دائم" بدلًا من "المؤقت" الذي كان يعمل به منذ 2012.
تقول غادة أحمد، مديرة المركز، أن هذا الإشهار يمنح المركز القدرة على التوسع في الأنشطة التي يقدم خدماتها لأهالي المنطقة، فبدلًا من اقتصاره على ألعاب كرة القدم والكاراتيه والكونغ فو فقط، وفقًا للإشهار القديم، بات يمكنه ممارسة أنشطة التنس وتنظيم الأنشطة الخاصة ببرلمان الطلائع والرسم على الألومنيوم والنول وصناعة الاكسسوارات إلى جانب الكشافة.
ويمثل مركز شباب دار السلام تقريبًا الرئة المفتوحة الوحيدة لسكان الحي والأحياء المجاورة لممارسة الرياضة أو الأنشطة، فيُعلن عن خدماته بأسعار يصفها بالرمزية، فتتراوح اشتراكاته بحسب المراحل العمرية، بين 70 جنيهًا لمن هم أقل من 21 عامًا، وتتجدد سنويًا مقابل 40 جنيهًا، و100 جنيه للمشتركين فوق 21 عامًا، وتتجدد سنويًا مقابل 70 جنيهًا، ولا يحتاج الاشتراك سوى صورة البطاقة، أو صورة شهادة الميلاد.
ويقع المركز على مساحة 7 آلاف متر في شارع العجمي المتفرع من مصر- حلوان الزراعي، وقد واكب عملية تطوير أنشطته قبل الافتتاح تمهيد الشارع وإنارته، "حتى يكون مكانًا آمنًا للأطفال، الذين يترددوا عليه في أي وقت من اليوم"، تعلق غادة.
وعقب التطوير، بات المركز يتضمن ثلاث ملاعب لكرة قدم، وملعب للكونغ فو، وصالة جيم، وقاعة للندوات، ومساحة لألعاب الأطفال، ومكتبة، بينما تخطط غادة، كما تقول ل"صوت السلام"، أن تحصل في العام الجديد على موافقة لإنشاء حمام سباحة، وبساط للملاكمة والمصارعة، وبناء قاعة أفراح، مشيرة إلى أن منطقة دار السلام بأكملها لا تحتوي إلا على قاعة أفراح واحدة، في شارع جسر البراني، مما يجعل الناس تضطر إلى إقامة أفراحهم في الشارع.
ويفتح المركز أبوابه للجمهور يوميًا، من التاسعة صباحًا، وحتى الحادية عشر مساءا، سواء لاستقبال الزوار أو المشاركين في الأنشطة التي تتراوح بين 70 جنيه شهريًا للأعضاء، و90 جنيهًا لغير الأعضاء، بينما يصل تأجير الملاعب بين 100 إلى 400 جنيه في الساعة الواحدة، بحسب مساحة الملعب وتطوره، إذا كان ملعب بلاط أو رمل، وإذا كان ملعب مفروشًا بالنجيلة أم لا.
تقول غادة أن عدد الأعضاء الجدد وصل إلى ألف شخص منذ الافتتاح، أغلبهم من الأطفال والأمهات المصاحبات لهم في التدريبات، وأن الاشتراكات محددة لتكون في متناول يد سكان المنطقة، خصوصًا شرائح محدودي ومتوسطي الدخل.
يستقبل المركز الأطفال الراغبين في ممارسة كرة القدم منذ اطلاقه، ولكن تطوير الملاعب سيزيد من أعداد المتدربين وجودته، يعلق علاء حسني، مدرب كرة القدم بالمركز.
يعمل حسني هنا منذ 10 سنوات، يقول: “كرة القدم هي ما يتميز به أطفال دار السلام، فموهبتهم التي ألاحظها معهم في كل تدريب، تستحق أن يحصلوا على هذه الفرصة لتنميتها".
ويضيف: “ أدى تطوير الملاعب إلى زيادة عدد المتدربين من 40 إلى 80 لاعب، تتراوح أعمارهم بين 6 و20 عامًا”.
يؤكد على كلامه أحمد عمرو، 15 عام، الذي انضم إلى المركز في 2016 وهو في الثامنة من عمره. “حلمي هو الاحتراف في أحد أندية كرة القدم الشهيرة مستقبلًا".
يلاحظ عمرو زيادة عدد المتدربين معه في تدريبات كرة القدم، يقول أن ذلك بالتأكيد سيعود بالنفع على المتدربين، ويضيف: “ أركز في التدريب والسعي، وأتمنى أن أحصل على فرصة مثل محمود كهربا ابن مصر القديمة، الذي وصل الآن للعب في النادي الأهلي".
وقد قررت رانيا محمود، ربة منزل، الاشتراك في المركز، ليتدرب ابنها على لعب كرة القدم، في حين تتعلم ابنتها أساسيات الرسم، فتقول: "انشغل أبنائي بأنشطة مركز الشباب، حيث أصبح المنفذ الوحيد لهما من ضغط الدراسة، كما أنه يحميهما من قضاء الوقت في الشارع، وأتمنى أن يزيد المركز من الدعاية، حتى يشترك جميع أولياء الأمور، ويوفروا لأبنائهم بيئة آمنة، بعيدًا عن مخاطر الشارع".
ويعلق علي أشرف، 15 عامًا، قائلًا: “المشاركة في الأنشطة تساعد على تطوير شخصية المشاركين"، موضحًا أنه بعد اشتراكه في برلمان الطلائع، أصبح اجتماعيًا، بعدما كان شخصًا خجولًا، لا يعلم كيف يتحدث أمام الآخرين، مشيرًا إلى أنه يرى الحياة الآن بشكل مختلف، قائلًا: "أتمنى الاشتراك في تدريبات كرة القدم والكاراتيه، وسأتفرغ لممارستهما خلال الإجازة الصيفية".
تصوير: مريم أشرف
-
مركز شباب دار السلام في ثوبه الجديد