ارتفعت تعريفة خطوط المواصلات بحي دار السلام، إثر تنفيذ قرار لجنة تسعير المواد البترولية، برفع أسعار المواد البترولية والسولار في مصر، منذ صباح أمس الجمعة 11 أبريل الجاري.
أصدرت اللجنة قرارها، الخميس الماضي،وارتفع سعر جميع المنتجات بقيمة 2 جنيه، في إطار المراجعة الدورية لأسعار البنزين والسولار، التى رفعت سعر المنتجات ثلاث مرات خلال العام الماضي، بينما تعتبر تلك الزيادة الأولى لهذا العام.
وبناء على القرار، ارتفع سعر بنزين 95 لـ19 جنيه للتر بدلاً من 17 جنيهًا، وبنزين 92 بلغ 17.25 جنيه بدلاً من 15.25 جنيهًا، وبنزين 80 وصل 15.75 جنيه بدلاً من 13.75 جنيهًا، وسجل السولار 15.5 جنيه، بدلاً من 13.5 جنيه للتر، أما اسطوانة الغاز المنزلي فوصل سعرها 200 جنيه، و اسطوانة البوتاجاز "التجاري" بلغت 400 جنيه، بحسب بيان مجلس رئاسة الوزراء على الصفحة الرسمية على "الفيسبوك"، مما انعكس على أسعار المواصلات والسلع.
تعريفة جديدة
ومنذ صباح الجمعة، تغيرت أسعار المواصلات في موقف المطبعة الرئيسي بحي دار السلام، حيث ارتفعت تعريفة الخطوط بين جنيه و2 جنيه، فارتفع سعر خط الجيزة والسيدة زينب من 6 جنيهات إلى 7 جنيهات، وخط المعادي من 4 جنيهات إلى 5 جنيهات، وخط الهرم من 8 جنيهات إلى 10 جنيهات،وخط المحور_ الأطول مسافًة_ من 14 جنيه إلى 17 جنيها، بواقع 3 جنيهات كزيادة.
يستخدم أبانوب عماد -مندوب مبيعات- جميع الخطوط بالحي، نظرًا لعمله كمندوب أدوية، إذ يعاني من أسعار المواصلات منذ العام الماضي نظرًا لزيادة سعرها، ووفق قوله :"لكل ثلاثة أشهر ميزانية جديدة للمواصلات، ميزانية تزداد وتأكل من راتبي قيمة أكبر، وأتوقع عماد أن بعد الزيادة الجديدة ستصل ميزانية المواصلات بين 1000 إلى 1200 جنيه شهريًا،وهو مبلغ كنت أتمنى توفيره لأبنائي الإثنين، لرفع جودة التعليم التي يتلقونها، أو للاشتراك في نشاط رياضي.
رد الركاب
وأوضح محمد فتحي، الشهير بـ"اوشا"، سائق ميكروباص لخط الهرم بموقف المطبعة، أنه في صباح الجمعة بعد اجتماعه مع باقي السائقين بالموقف، بلغ الرُكاب بالسعر الجديد، وظهر رد فعلهم بالقبول، دون أعتراض كما كان معتاد سابقًا.
يفسر "أوشا" قائلًا:" تحول الأمر لشبه واقع شهري، واجتماعي بباقي السائقين لتحديد أسعار الخطوط بعد الزيادة أصبح روتين، لكن الزيادة مختلفة هذه المرة، بسبب وصولها 2 جنيه لجميع المنتجات البترولية، دون تفرقة بين بنزين الأغنياء وبنزين الغلابة.
زيادة التوكتوك
ويكمل اوشا قائلاً: "تقريبًا قبل الزيادة كنت باقول الميكروباص ب 200 جنيه، دلوقتي بافول ب 260 جنيه"، وعلى الناحية الأخرى ارتفع سعر الخط الرئيسي للـ "التوكتوك" من موقف المطبعة الرئيسي إلى كوبري دار السلام،ليصبح 6 جنيهات بدلاً من 5 جنيهات، وخط توكتوك، المطبعة إلى مترو حدائق المعادي تحرك من 10 جنيهات إلى 15 جنيه، وتفاوتت أسعار الرحلات الخاصة للـ "توك توك" داخل شوارع الحي للزبائن، التى كانت لا تتخطى 25 جنيه، فأصبحت تبدأ بـ25 أو 35 جنيه، حسب مسافة الرحلة.
ويقول محمد جمال -سائق توكتوك-، لصوت السلام :"" رفعنا السعر بقيمة جنيه واحد لرحلات الخطوط الثابتة، في العام الماضي، وخمس جنيهات للرحلات الخاصة، ونفس قيمة الزيادة منذ صباح الجمعة، لكن الزبائن ابدوا اعتراضهم على السعر الجديد، رغم أن التوكتوك هو المواصلة الأهم في الحي، والأنسب لطبيعته، نظرًا لضيق مساحات الشوارع.
يكمل"جمال" قائلا: " الزبون شايف أن 10 أو 15 جنيه اللي باخدهم منه كتير، وانا بوصله تحت بيته وباريحه من المشي، رغم كده لما الميكروباص بيزود سعره مش بيكون فيه الاعتراض ده".
بحث عن الدعم
وتقول آمال عوض -68 عام- أنها تستخدم التوكتوك بشكل شبه يومي، من امام منزلها حتى المترو أو موقف ميكروباصات المطبعة، لأنه مواصلة تساعدها في حالة عدم قدرتها على سير مسافات طويلة، وكان الرحلة تكلفها 20 جنيه، ثم بعد الزيادة الأخيرة ستدفع بين 25 إلى 30 جنيه، وعلقت قائلة :" أتمنى أن يكون هناك دعم للمنتجات البترولية التى يستخدمها التوكتوك والميكروباص، لأنهم يمسون حياة أكثر من نصف السكان.
وبحسب بيان نشر من مجلس رئاسة الوزراء بعد الزيادة بساعات، يوضح فيه أن لا زيادة للمنتجات خلال 6 أشهر قادمة، بينما يوضح البيان "الدولة تقوم بتوجيه الجزء الأكبر من الدعم إلى منتجات السولار والبوتاجاز وبنزين 80/ 92 لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن"، وهي المعلومات التي تخالف واقع الزيادة، المطبقة بواقع 2 جنيه لجميع الأنواع.
تهديد الملاكي
يقول أسامة مصطفى -مالك سيارة خاصة- أنه يفكر في بيع السيارة، لأن الزيادات لا تتناسب مع ميزانيته، فهو يدفع شهريًا مبلغ لصيانة و"جراج" السيارة، مما يزيد من العبء عليه، رغم أنه توقف من العام الماضي عن استخدام السيارة للذهاب إلى العمل، لأنها كانت ميزانية لا تناسب راتبه.
كذلك يفكر زياد محمود -يمتلك موتوسيكل- في بيع "المكنة"، التى اشتراها منذ عامين لأنها وسيلة أسهل وأرخص من المواصلات، لكن تدريجيًا خلال العامين اكتشف أنها تزيد عبء مادي عليه، لذلك يفكر في بيعها، أو العمل كسائق "سكوتر" لأحد تطبيقات التوصيل، لمدة 4 ساعات بعد عمله، حتى يدفع صيانة وبنزين الموتوسيكل.
مسلسل الزيادات
وخلال 2024، ازداد سعر البنزين في مارس ويونيو وأكتوبر، بين جنيه او اتنين جنيه لكل زيادة بمختلف أنواع البنزين، لكن تعتبر تلك المرة الأولى التي يتساوى فيها حجم الزيادة مع جميع المنتجات، مما دفع تضخم المحروقات للوصول لـ 26.4% خلال هذا العام.
ويأتي ذلك ضمن خطة "الإصلاح الاقتصادي" التى طرحتها الحكومة المصرية، التزمًا باتفاقها مع صندوق النقد الدولي، من خلال إعادة هيكلة الدعم، ضمن شروط الموافقة على صرف الشريحة الرابعة لقرض الصندوق لمصر، إذ قررت الحكومة رفع الدعم بشكل كامل عن المنتجات البترولية بنهاية العام الجاري، بينما أوضح مدبولي في المؤتمر الصحفي الأخير للمجلس، أن لجنة التسعير تحاول سد الفجوة بين سعر المحروقات الفعلي والسعر بعد الدعم.