العيد مناسبة ينتظرها الجميع بفرح، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء، وتتجدد الأواصر الاجتماعية، لكن مع مرور الزمن، شهدت احتفالات العيد تغيرات كبيرة، متأثرة بالتطورات الاجتماعية والتكنولوجية، ففي حين كان العيد في الماضي بسيطًا ومرتبطًا بالعادات والتقاليد، أصبح اليوم أكثر حداثة وتكيفًا مع نمط الحياة العصرية.
في العقود الماضية، كان العيد يتميز بجو أسري دافئ، حيث كانت التجهيزات تبدأ قبل أيام، كانت العائلات تخبز الكعك والمعمول في البيوت بمشاركة الجميع، مما كان يضفي على العيد شعورًا خاصًا من الترابط والفرح الجماعي، وكانت الملابس الجديدة تُشترى قبل العيد بفترة، حيث تُعَد جزءًا أساسيًا من الاحتفال.
أما في يوم العيد، كان الناس يتجهون إلى المساجد والساحات الكبيرة لأداء صلاة العيد، ثم تبدأ الزيارات العائلية، حيث يتبادل الأقارب والجيران التهاني وجهًا لوجه.
وكانت العيدية تُعطى للأطفال كنقود رمزية حاملة معها فرحة كبيرة لهم، كما كان الصغار يقضون يومهم في اللعب بالدمى والمراجيح التقليدية، في الوقت الذي كان العيد فرصة لتجمع العائلات حول موائد الطعام، حيث تُحضر الأكلات التقليدية التي توارثتها الأجيال.
مع تطور التكنولوجيا وتغير أسلوب الحياة، باتت احتفالات العيد تأخذ طابعًا مختلفًا، أصبح التواصل الرقمي بديلًا عن اللقاءات الفعلية، حيث يلجأ كثيرون إلى إرسال التهاني عبر الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما قلل من التفاعل المباشر.
كما أصبح التسوق عبر الإنترنت جزءًا أساسيًا من تحضيرات العيد، فبإمكان المرء شراء الملابس والهدايا بضغطة زر، بينما قلّ اعتماد الناس على صنع الحلويات في المنزل بسبب توفرها في الأسواق بكثرة.
كما تغيرت طبيعة الاحتفالات، فبدلًا من التجمعات العائلية الكبيرة، يُفضّل البعض قضاء العيد في السفر إلى وجهات سياحية، أو الاحتفال مع دائرة ضيقة من الأصدقاء، مما جعل العيد أقل ارتباطًا بالأسرة الممتدة.
رغم كل التغيرات، لا يزال العيد يحتفظ بجوهره كوقت للفرح والتواصل، لكنه أصبح يعكس تحولات العصر الحديث، هناك من يرى أن التكنولوجيا قللت من دفء العيد وجعلته أكثر فردية، بينما يرى آخرون أنها ساعدت في تقوية الروابط، خاصة بين الأقارب البعيدين الذين أصبح من السهل التواصل معهم عبر الإنترنت.
أرى أنه يمكننا الحفاظ على روح العيد من خلال الجمع بين العادات القديمة والحديثة للحفاظ على أصالة العيد، مثل الحرص على الزيارات العائلية وعدم الاكتفاء بالتهاني الرقمية، كذلك إشراك الأطفال في تحضيرات العيد لتعزيز ارتباطهم بتقاليده، فضلًا عن تقليل النزعة الاستهلاكية والتركيز على القيم الاجتماعية والروحية، وإعادة إحياء بعض العادات القديمة، مثل تحضير الحلويات المنزلية والتجمعات العائلية.