أعمدة النجاح أربعة.. "المادة، الصحة، الفكر، المشاعر"، إذا توازنت لدى الإنسان وصل إلى أقصى درجات النجاح بسهولة.
هكذا يقول الدكتور إيهاب فكري في كتابه "شارع النجاح" والذي يتحدث عما يُعرف بـ"نظرية التوازن" التي تأسست على فكرة قيام الإنسان بكل ما يريده في وقت وزمان محدد، ويُركز فيه على 4 جوانب أساسية كل واحد منها هي "الجسم، الجيب، القلب، العقل".
يستعرض الكتاب قصة 4 شباب استطاعوا مواجهة المشاكل وهي تحمل عنوان "4 شارع النجاح"، والشباب كلهم يعانون في رحلة بحثهم عن السعادة.
كريم، مهندس معماري مشهور ويدير شركة معمارية ضخمة، ينام قليلًا، ليس لديه أصحاب، زوجته انفصلت عنه؛ بسبب عمله الدائم الذي لا يتوقف لذا يشعر دائمًا بالحزن والتعب.
حمزة، شاب مفتول العضلات يمتلك جسدًا ضخمًا، حصل على ميدالية ذهبية في أولمبياد رمي الرمح لصالح مصر والوطن العربي، أصيب في يده وامتنع عن المشاركة مرة أخرى، سيطر عليه الحزن وهو يشاهد ذكريات فوزه، مرت سنوات وهو لازال يدرس في كلية التربية الرياضية، الآن يحاول بكل الطرق علاج يده.
يحيى، طالب متفوق وسيم حاصل على المركز الأول على الجمهورية في الثانوية العامة "علمي"، امتلك السعادة والتحق بكلية الطب وبعد مرور عامين تركها؛ لأنه شعر أن هذا ليس مكانه، حول أوراقه إلى كلية الحقوق تخرج فيها ولم يجد عملًا، أصدقائه يسألونه هل وجدت عملًا يا يحيى؟
لا ملجأ له إلا الله، طاف المساجد هربًا من سؤال الناس، حتى الفتاة التي أحبها خاف رفض أسرتها له فهو لا يعمل، هوايته المفضلة الآن مشاهدة مباريات كرة القدم، وقبلها أداء صلوات الفروض والسنن.
أما الرابع، فهو منير، شاب يطمح أن يكون مثل العالم المصري أحمد زويل، يعتبره قدوته العليا؛ لهذا التحق بكلية العلوم، تخرج فيها بتقدير امتياز بما يؤهله العمل كمعيد في الكلية، سلبه أبناء أساتذة الكلية حقه، الآن يعمل مدرس علوم في مدرس ابتدائية، شعر باليأس من حياته، يسأل نفسه كل يوم.. هل استحق ما أنا فيه؟.. كل هذا التعب والدراسة ذهب هباءً.
تقاطعت الطرق وتفرقت السبل بالأربعة ثم اجتمعوا فجأة في مكان واحد مع شخص واحد داخل "فيلا 4 شارع النجاح"، حيث يعيش الدكتور حكيم المصري، مؤلف كتاب "هل أنت سعيد؟" ومؤسس نظرية التوازن.
الأربعة ذهبوا للتعرف على النظرية في ندوة يقيمها حكيم أسبوعيًا، حين رآهم قال إن الندوة استثنائية.
كل واحد منهم يشكل أحد الجوانب كريم يمثل "الجيب": “المهنة، المشتريات، الموازنة الشخصية"، الجميع يبحث عن وظيفة تساعده على العيش وكسب المال لدفع ثمن الاحتياجات الأساسية وهي الطعام والشراب والملابس، والحل هو في التوازن بين الاحتياجات وترتيبها حسب الأولوية.
حمزة يمثل الجسم "النوم، الغذاء، الرياضة" ولذا من المهم التوازن في المواعيد بين الثلاثة حتى لا يمرض الإنسان ويعاني الأرق والقلق، ويمثل يحيى القلب "الدين، الحب، الهواية" لذا عليه أن يخصص وقتًا أكبر لممارسة طقوسه الدينية، ثم حب الآخرين، وثالثها الهواية التي تُشعِر الإنسان بالسعادة، ومنير يمثل العقل: “القراءة في الجسد، والجيب، والقلب".
ولتطبيق نظرية التوازن عليك أن تعي بكل هذه العناصر، ولتحقيق النظرية عليك امتلاك القدرة على الترك والبعد عما يشتتك لتكون قادرًا على إتمام مهماتك وتنظيم وقتك.
بعد انتهائي من رسم الخطة الخاصة بي شعرت بالتوتر ثم الأمان إذ استطعت إنجاز مهامي.