يقف الطلاب على أبواب الثانوية العامة في انتظار تحديد مصيرهم المهني، هي ليست سنة دراسية عادية ندخلها للاستفادة والتعلم فقط.
درست وغيري في مرحلة الثانوية العامة، مصطلحات مختلفة مثل "الاتزان.. الأيوني، الكيميائي، الفيزيائي"؛ مصطلحات علمية كلها، تستهدف فهم دروسنا، ويجب بالطبع أن نحفظها جيدًا للاختبارات والحصول على نتيجة مرتفعة.
انتهيت من دراسة الثانوية العامة، وانتقلت إلى مرحلتي الدراسية اللاحقة، حاملًا معي كل ما مررت به من تجربة الضغوط خلال هذه السنة التي تنظر لها العائلات كسنة "فاصلة"، أدركت أننا نتعلم العلوم والمواد المختلفة وأنواع "الاتزان"، لكن لم نتعلم أهم أنواع الاتزان والتي كنا في أشد الحاجة إليها وهي "الاتزان/التوازن النفسي" أو كيف نوازن بين الأمل واليأس، بين الفرح والحزن.
يبدأ الطلاب سنة الثانوية العامة بنشاط وأمل يدفعهم لبذل كل ما في وسعهم، يمر الشهر الأول ثم الثاني فالثالث، ثم تنفد "بطارية" الدافع وينهار الأمل لطول المدة، وعدم وجود نتيجة ملموسة يراها الطالب بعد هذا المجهود الشاق.
الضغوط النفسية تؤثر على الطالب بالسلب وتصيبه بالتوتر، فيفتح قلبه لغواية اليأس فلا يدرك ما هو فيه، ولن يستطيع أن يخرج من ذلك بسهولة.
مررت بهذه التجربة الصعبة، وخرجت منها باليقين، خضتها لوحدي حتى أستطع الخروج منها.
الأسر لا تريد لأبنائها الدخول في تلك التجربة، لكنهم في نفس الوقت يضعون على كتفهم ضغوطًا لا يستطيعون حملها، الأب والأم لا يهمهما سوى مستقبل الأبناء، ويبذلون الغالي من أجلهم، هذه التضحية يصمت أمامها الطلاب فهي تضع ضغطًا مضاعفًا عليهم.
وأعظم الضغوط على الطلاب وأسرهم هي الحديث عن وجود كليات قمة وقاع، صار دخول كلية ما مثارًا للفخر بين أولياء الأمور، لو تخلص المجتمع من هذه الضغوط فالباقي أخف.
لذا فصعوبة سنة الثانوية العامة ليست في المناهج الدراسية فقط، بل أيضًا في الضغوط النفسية التي تُمارس على الطلاب من أسرهم وأقاربهم، بالإضافة إلى ضغط المذاكرة وطول المدة الدراسية، هذا ضغط يستنزف جهد وأمل الطلاب، يقضي على أحلامهم، ولا حل له سوى التوازن عبر حُسن تقسيم الجهد خلال هذا العام الشاق.
من تجربتي لا أرى حلًا، سوى أن يتعلم الطلاب بأنفسهم التوازن بين الأمل واليأس وبين الكم والكيف، فالثانوية العامة في النهاية مثل شبح يخيف وآثاره تُخيم على نفوس الطلاب وأسرهم، تجربة ليست بالسهلة، تأتي كصفعة في حياة الطلاب ونافذة لنضجهم، فإذا تجاوزها يكون قد أثقل نفسه بخبرة تجعله يستطيع أن يقاوم في الحياة، لكن المشكلة فيمن لا تساعده الظروف على تجاوزها، فلسنا جميعًا نستطع ان نتجاوزها بمجرد الوعي عن فكرة الاتزان، احيانًا نحتاج إلى تقديم المساعدة والدعم سواء من المحيط أو من خبير، ولا يتوفر هذا للجميع للأسف.
لذا فمبدأيًا، علينا كطلاب أن نعي أهمية أن نحاول أن نتعلم عن التوازن النفسي، وعلى الكبار انتقاء الألفاظ في التعامل مع أبنائهم.. فكلمة صغيرة تخرج دون قصد قد تحطم أمل طالب، وكل الذين يدرسون في الثانوية العامة لا يبحثون سوى عن الراحة والهدوء، ليمر العام المصيري في سلام.
كتب/ت عمار جودة
2023-07-06 15:57:45
قراءة في كتاب "فن الكلام"
منذ 8 أشهر
عن رحيل "القط" وصبيانه
منذ سنة
رحلتي مع المشروع الوطني للقراءة
منذ 9 أشهر
عكس اتجاه السُفن!
منذ سنة
مواقع مجهولة.. بوابة للاحتيال
منذ 4 أيام
اعرف نفسك
منذ أسبوع
عادة مزعجة
منذ شهر
روشتة "السكينة النفسية"
منذ شهرين
عادات مقدسة في العيد
منذ 4 أشهر
أنا و"أحباب الله" في العيد
منذ 4 أشهر