سوبر ماما

تصميم:محمد صلاح

كتب/ت إسراء عبد المنعم
2025-03-20 12:32:22

للأم أهمية كبيرة في حياة كل شخص، فهي الوحدة البنائية لشخصية الطفل وصفاته، الجيد والسيء منها، دون إهمال لأهمية الأب أيضًا للطفل، وخير مثال للأم المثالية والمضحية هي الأم المصرية الأصيلة، التي مهما اختلفت حياتها وعاداتها وحتى شخصيتها، فهناك أشياء لا تتغير فيها، أشياء وحدها الأم تستطيع فعلها، حتى أصبحت مثل قدرات خارقة، وحدها سوبر ماما من تستطيع فعلها.

وهذه إحدى المواقف الطريفة للأم المصرية، الأم التي لم تتوقف عن مفاجأتك، الأم التي قد تضرب بيد وتداوي جرحك بنفس اليد، الأم التي ستدافع عنك من الجميع، بينما لم يستطع أحد الوقوف بوجهها إن ضربتك في حال كونك أخطأت، أو ليس تناقضًا غريبًا!، لكنه هو ما يجعلها على ما هي عليه، الأم حنون وقاسية فقط لتجعلك شخصًا أفضل.

عندما تبحث عن شيء ولا تجده، فإن أول من تلجأ إليه هو أمك، هي سيدة المنزل، الحافظة لكل شيء، وكأن ذاكرتها خريطة غير مرئية للأماكن التي ضاعت فيها أشيائك، تسألها، فترد بجملتها الشهيرة: "طب لو جيت ولقيتها لك؟"، وحين تعود لتجده في نفس المكان الذي بحثت فيه مرارًا، لا يسعك سوى الدهشة. إنها ليست مجرد صدفة، إنها الأم... تلك التي ترى ما لا تراه أنت، والتي تعرف بيتها كما تعرف قلبها.

ومن لطائف الأمهات أنهن إذا طلبن منك فعل شيء ولم تُنّفذه خلال دقيقة، أو أخبرتها أن تنتظر قليلًا، ستجدها قد قامت به بنفسها، لكن ليس بصمت، ستفعله وهي تتذمر، تلقي ببعض العتاب، وربما تنظر إليك نظرة تعلم أنها تحمل ألف معنى، ومع ذلك، تفعل ذلك بحب، بحكم العادة، لأنها ببساطة لا تحتمل أن يُترك شيء معلقًا.

الأمهات يمتلكن إحساسًا يبدو كأنه أشبه بنذير أو هاجس مستقبلي، ستقول لك: "البس جاكت، الدنيا هتبرد"، فتجد البرد قد حلّ وكأنها استشعرته قبل أن يأتي، تُحذّرك: "ما تلعبش هنا هتتأذي"، ثم تجد نفسك قد تعثرت دون أن تدري كيف، حدس الأم ليس مجرد شعور، بل هو قانون غير مكتوب، كأن قلبها مربوط بقلوب أبنائها، ينبض بما يشعرون قبل أن يدركوا هم أنفسهم.

أما عندما تمرض، فهنا تبدأ طقوس العلاج الخاصة بها، ليست طبيبة، لكنها تعرف كيف تشفيك بطريقتها التي تبدو كالسحر، ستجبرك على شرب اليانسون، ستضع الزيت على صدرك وتغطيك بجريدة، ستلفك بأغطية ثقيلة حتى تتصبب عرقًا، وربما ستجعلك تتناول ملعقة من زيت لا تدري كيف احتملته، لكنها ستصرّ أن ذلك هو ما سيشفيك، والعجيب؟ أنك تتحسن حقًا، هل هو الطب البديل؟ أم أنها إحدى معجزات الأمهات التي لم تُفسَّر بعد؟.

الأم ليست مجرد شخص يعتني بك، بل هي كيان تسكنه، يسبقك بخطوة، يحميك حتى دون أن تدرك، ويحبك حبًا لا يُشبه أي شيء آخر.

هي أساس كل شئ، ونعم جميعًا نقر بالهزيمة عندما يتعلق الأمر بأمهاتنا، الخط الأحمر الذي لم يتجاوزه أحد، الحضن الدافئ الذي نلجأ له دائمًا، فمن منا لم يفكر بأمه عندما يعاني المشاكل، ستظل دائمًا الشخص الأول الذي نشعر معه بالأمان.

 كيف لا؟ وكنا آمنين سالمين بداخلها تسعة أشهر تحملت مشقّتهم لأجلنا.