في حواره لـ"أهل سوهاج".. محمود خيري يكشف تفاصيل رواية "أخميم"

تصوير: الكاتب محمود خيري - صورة من المصدر

كتب/ت رحمة أشرف
2025-03-06 11:00:06

رحلة عبر الزمن، تمزج بين الواقع والخيال، لتعيد رسم التاريخ برؤية جديدة. ذلك ما فعلته رواية "أخميم بوابة المريخ" للدكتور محمود خيري، التي تأخذنا في مغامرة غير مألوفة بين صفحات التاريخ المصري القديم، حيث تتداخل الأساطير مع الأحداث الحقيقية في سرد مشوق. 

تدور أحداث الرواية في مدينة أخميم، التي تعد واحدة من أهم المدن التاريخية منذ عصور الحضارة المصرية القديمة، وتحكي عن أعظم أسرار المدينة، وتنقلنا عبر الزمن من العصور البعيدة إلى وقتنا الحاضر، مرورًا بأحداث مستوحاة من خيال الكاتب.

للتعرف أكثر على كواليس هذا العمل الأدبي، أجرى "أهل سوهاج" حوارًا مع الدكتور محمود خيري مؤلف الرواية، الذي حدثنا عن الإلهام وراء الفكرة، وأهمية أخميم كمسرح للأحداث، ورؤيته لدور الأدب في تسليط الضوء على التراث المصري.

في البداية، كيف نشأت فكرة "أخميم بوابة المريخ"؟

جاءت من تاريخ مدينة أخميم العريق، الذي لم يحظَ بما يكفي من تسليط الضوء، لذلك في الرواية، تناولت بعض الجوانب التاريخية لهذه المدينة، وربطتها بأحداث خيالية تتعلق بالصراعات بين المصريين القدماء وبني إسرائيل، وكان هدفي تقديم رؤية جديدة لتلك الفترة التاريخية من خلال دمج التاريخ مع الخيال العلمي.

ما الذي دفعك لاختيار أخميم كمسرح رئيسي لأحداث الرواية؟

أخميم مدينة مليئة بالأسرار والكنوز التي لم تكتشف بعد، ولها مكانة تاريخية عظيمة في الحضارة المصرية القديمة، وعندما بحثت في تاريخها، وجدت أنها بيئة خصبة للخيال الأدبي، مما دفعني إلى تسليط الضوء عليها وإبراز قيمتها التاريخية والأدبية. 

هل استلهمت أحداث الرواية من وقائع تاريخية حقيقية؟ 

 نعم، الرواية تستند إلى العديد من الأحداث التاريخية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين بني إسرائيل والمصريين في الأزمنة القديمة، وحاولت إعادة سرد هذه الفترة الغامضة برؤية مختلفة، من خلال مزج الحقائق التاريخية والخيال العلمي. 

باعتبارك من سوهاج، هل أثرت البيئة المحيطة عليك في كتابة الرواية؟ 

 بالتأكيد، نشأتي في بيئة ذات تاريخ عريق جعلتني أتساءل دائمًا عن ماضيها وأبحث عن قصصها المفقودة، الرواية هي تعبير عن هذا الفضول، ومحاولة لإحياء تاريخ سوهاج وأخميم من خلال الأدب. 

هل ترى أن لسوهاج خصوصية ثقافية أو تاريخية تجعلها أرضًا خصبة للخيال الأدبي؟ 

 نعم، سوهاج تتميز بتراث ثقافي وتاريخي غني، فهي موطن آثار عظيمة وعادات متجذرة وقصص لم تُحكَ بعد، وكل هذا يجعلها بيئة مثالية للإبداع الأدبي. 

 هل ترى أن الأدب يمكن أن يلعب دورًا في تسليط الضوء على التراث السوهَاجي؟ 

 بالطبع، لكن الأمر يتطلب مبادرة من الأدباء أنفسهم، لا يمكننا انتظار الآخرين للكتابة عن تراثنا، بل يجب أن نكون نحن من يبرز قيمته الأدبية والتاريخية، لأن الأدب أداة قوية لنقل التراث إلى الأجيال القادمة. 

هل واجهت انتقادات بسبب المزج بين الخيال العلمي والتاريخ؟ 

 نعم، بعض القراء اعتادوا على أن تكون الرواية إما تاريخية بحتة أو خيالًا علميًا بالكامل، لذا كان المزج بينهما مفاجئًا لهم، لكن هذا بالضبط ما أردته، أن يرى القارئ يرى التاريخ من منظور جديد ويعيش الخيال في أماكن يعرفها على أرض الواقع. 

هل شخصيات الرواية مستوحاة من شخصيات حقيقية؟ 

 بعض الشخصيات استلهمتها من الواقع، لكنها ليست نسخة طبق الأصل، فهناك ملامح من أشخاص حقيقيين قابلتهم، لكنني أعدت تشكيلها لتتناسب مع الحبكة والسياق الخيالي. 

كيف ترى تأثير الأدب في تشكيل وعي الشباب في سوهاج؟ 

 الأدب له تأثير كبير، لكنه يواجه تحديًا حاليًا نظرًا لتراجع اهتمام الشباب بالقراءة، رغم ذلك، لا يزال بإمكان الأدب أن يلعب دورًا مهمًا، سواء بشكل مباشر من خلال الكتب التي تناقش قضايا معينة، أو بشكل غير مباشر من خلال الروايات التي تزرع أفكارًا جديدة في أذهان القراء. 

هل تفكر في كتابة جزء ثانٍ من الرواية؟ 

 إذا وجدت أن هناك أحداثًا تستحق الاستكمال، فلمَ لا؟ الفكرة دائمًا تأتي أولًا، وإذا شعرت أن القصة لم تكتمل بعد، فسأكتب بالتأكيد جزءًا ثانيًا. 

ما مشاريعك القادمة؟ وهل ستظل مرتبطًا بسوهاج في أعمالك المستقبلية؟ 

عادةً ما أتناول موضوعات متنوعة في كتاباتي، لكن بالتأكيد سأعود للكتابة عن سوهاج إذا جائتني فكرة تستحق السرد، لأنها جزء من هويتي الأدبية، فهناك العديد من القصص التي تستحق أن تُروى. 



تصوير: صور من المصدر - الكاتب محمود خيري