>>"أطباء مصر يقرأون" مفتوح للجميع في كل المحافظات
>>وحماس النقابة أحيانًا يكفي للتغاضي عن الجاهزية المادية
>>لم يكن لدي شغف واهتمام بالندوات الثقافية في بداية عملي مثل الآن
يدير الكاتب والمستشار الثقافي للنقابة العامة لأطباء مصر عماد العادلي الندوات منذ 15 عامًا في عدة مؤسسات ثقافية، مثل "ألف" و"كيان" فضلًا عن الرواق الفلسفي الذي ينعقد جلساته في مكتبة مصر الجديدة.
يحمل العادلي شهادتي الآداب في الفلسفة والحقوق من جامعة عين شمس، والدراسات العليا في الفلسفة الإسلامية بمعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة.
في سوهاج، التقينا به مديرًا لفعاليات "أطباء مصر يقرأون" التي نظمتها نقابة الأطباء في المحافظة، لنتحدث معه عن المشروع وأهدافه، وشغفه، ومشاريعه المستقبلية.
*بدايةً.. ما هي المؤسسات التي أدرت لها الملف الثقافي؟
مؤسسة "ألف" ولها عدد كبير من المكتبات في كل محافظات مصر وفرعين في لندن بإجمالي 37 فرعًا و72 منفذًا للبيع، وأدرت ملفها الثقافي من 2009 حتى 2019، وبعدها عدة دور نشر ثقافية، ثم ملف التحرير الأدبي بكيان الوكالة الأدبية لخدمات النشر، ومؤخرًا الملف الثقافي للنقابة العامة لأطباء مصر.
*ما أسباب اهتمامك بإدارة الندوات الثقافية؟
لم يكن في البداية اهتمام وشغف مثل الآن، ولكن عمل وممارسة استمرت 15 عامًا عن طريق إدارة الملفات في عدة مؤسسات ثقافية، وكان جزء من عملي إدارة الندوات والفعاليات، ومع الاحتكاك بالوسط الثقافي والأدباء أصبح الأمر اهتمام وشغف.
*لست مُتخصصًا بالطب.. إذن كيف بدأت علاقتك بالنقابة والمشروع وكيف حافظت على استمرارها؟
بدأت علاقتي بالنقابة عن طريق الدكتور علاء عمر، منسق الصالون الثقافي لنقابة الأطباء، وهو أول من اقترح فكرة المشروع وكان تحت إدارتي، ورحبت بالفكرة الدكتورة إيمان سلامة مقرر اللجنة الاجتماعية، ونقيب الأطباء الدكتور حسين خيري، ومازالوا داعمين لنشر الثقافة في أنحاء النقابات الفرعية.
*لكن ما الذي شجعك على إدارة الندوات الثقافية بالمشروع، رغم بعد المسافات بين المحافظات؟
بحُكم وظيفتي كمستشار ثقافي للنقابة العامة لأطباء مصر فهذا أحد المشاريع الثقافية التي أحاول تنفيذها في النقابة، ويعمل بالتوازي مع مشروع "أطباء مصر يكتبون"، وهو عبارة عن مسابقات أدبية لكتابة القصة القصيرة في دورته الأولى؛ لتقديم المواهب الأدبية والفنية للأطباء، بينما مشروع "أطباء مصر يقرأون" يهتم بالنقابات الفرعية بشكل خاص؛ لمحاولة تحويلها لمكان لنشر الثقافة، من خلال معرض الكتاب الموجود أثناء تواجد المشروع، والندوات الثقافية والفعاليات المختلفة المقامة.
*على أي أساس يتم اختيار المحافظات التي يقام بها الندوات؟
على أساس استعداد النقابة بالمحافظة، وأكثرهم حماسًا واستعدادًا لاستقبال المشروع، والجاهزية المادية لتغطية نفقات المشروع، ولكن حماس النقابة لاستقبال المشروع يكفي للتغاضي عن الجاهزية المادية.
*كيف تقيم تجربة مشروع "أطباء مصر يقرأون" حتى الآن؟
بدأنا من عشرة شهور من السويس، ثم سوهاج وكانت تجربة فريدة، وبعدها المنصورة ودمياط ورأس البر والإسكندرية، ثم توقفنا بسبب انتخابات النقابة العامة، إذ يصعب التنسيق بين فعاليات المشروع والانتخابات.
*هل المشروع يحظى بدعم جهات أخرى؟
المشروع مرتبط بنقابة الأطباء العامة ودعم النقابات الفرعية، وحتى الآن الداعم الوحيد له هو نقابات الأطباء؛ وذلك ربما لأن المشروع في طور البداية، ولم يُعرف بالشكل الكبير، وإذا عُرض على وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب قد يدعماه بشكل ما.
*ما هو هدف المشروع الأساسي؟
الخروج من مركزية القاهرة إلى المحافظات الأخرى عن طريق النقابات الفرعية للأطباء، وهدف ثقافي لأبناء المحافظات، فالمشروع لا يقتصر على الأطباء فقط بل مفتوح للجميع، وتيسيرًا على من لا يستطيع الذهاب إلى القاهرة وزيارة معرض القاهرة للكتاب أو عدم وجود مكتبات كبيرة، وذلك بإقامة معرض للكتاب وعروض على الكتب وخصومات وتخفيضات.
*ما هي خطة المشروع المستقبلية؟
الخطة غير مرتبطة فقط بالمشروع، ولكنها ثقافية متكاملة ولا تقتصر على الجانب الثقافي والأدبي فقط ولكن يضاف لها الجانب الفني، ولدينا خطة لتشغيل مسرح النقابة العامة وتنظيم عروض مختلفة من مسرحيات وحفلات غنائية وموسيقية، ومن الأنشطة القريبة هو نشاط "عيادة المعرفة" بالتعاون مع دور النشر والمكتبات والمؤسسات الثقافية الفعالة، بهدف وجود مكتبات صغيرة رمزية بكل عيادة للمرضى المنتظرين، وخاصة عيادات الأسنان لأن مدة الانتظار بها تكون طويلة فيقرأ الناس أفضل من الانتظار.
*ما أبرز ردود الفعل التي حصلت عليها حتى الآن من الحضور في الندوات والفعاليات؟
مُبشرة ومشجعة، بعض المحافظات كسوهاج تحتوي على بعض "جروبات من القراء" وأشخاص لديهم حماس لفكرة المشروع ولنشر الثقافة، وهذا عامل مساعد لنجاح المشروع، ورد الفعل في المحافظات التي لا يهتم مواطنوها بشكل كبير بالقراءة مختلف، ولكن بشكل عام ردود الفعل إيجابية رغم حداثة المشروع، خاصة مع مراعاة عدم تعود الناس على تقديم النقابات أنشطة مماثلة للمشروع.
*كيف تختارون الكاتب؟
هذا يتم برغبة أهل المكان، إذ نطلب منهم ترشيح أكبر عدد ممكن من الكُتاب ممن يحظون باهتمام للناس، ثم ننسق مع الكاتب حسبما تسمح ظروفه بالحضور، ومن أسس الاختيار أن يكون الكاتب قد أصدر كتابًا جديدًا أحبه أهله المكان.
*ما التحديات التي واجهتها أثناء التجهيز للندوات؟
ليست تحديات كبيرة لأن علاقتي جيدة بالكُتاب، ومعظمهم استضفته في ندوات سابقة، وهم يثقون بي، ولم نواجه ثمة عقبات، وهناك تعاون أيضًا بين النقابة العامة والقائمين على الأنشطة الاجتماعية فيها والنقابات الفرعية.
وعلى الرغم من بعض الإحباطات وعدم تشجع البعض للمشروع فإن ذلك لم يؤثر على نشاطنا بشكل كبير، لأن المشروع موجه للجمهور العادي وليس الأطباء بشكل خاص، وإن كانت هناك تحديات فهي تخصني أنا، فالسفر بين المحافظات والبعد عن حياتي لمدة عشرة أيام أمر صعب قليلًا، ويعطل بعض أعمالي في القاهرة ويبعدني عن أسرتي.
*هل كل الندوات يقام على هامشها معرضًا للكتاب مثل سوهاج؟
نعم، فالمشروع من شقين: “معرض للكتاب، وندوات ثقافية".
* هل هناك أية تعاون بين نقابة الأطباء ونقابات مهنية أخرى على الجانب الثقافي؟
حتى الآن لا، ولكننا نطمح ونامل أن يكون هناك ثمة تعاون ثقافي، مثل إقامة مسابقات مفتوحة بين النقابات المصرية، أو بعض النشاط الثقافي بينها.
*هل هناك أنشطة أخرى تنظمها النقابة بشكل مستمر؟
نعم، مثل الصالون الثقافي: “صالون الحكمة" الشهري، وأنشطة أخرى لا وقت محدد لها.
* هل تخططون لإقامة فعاليات المشروع مرة أخرى في سوهاج؟
بالتأكيد، ونحن غير مرتبطين بمواعيد رسمية، والدكتورة إيمان سلامة مقرر اللجنة الاجتماعية وعضو مجلس النقابة العامة من سوهاج بالأساس، والنشاط مقام تحت إدارة الدكتورة رانيا الباهي "جروب لنقرأ"، وهم طلبوا إقامة الرواق الفلسفي الخاص بي أكثر من مرة في سوهاج بدعوة شخصية لي.
كما أقمنا من قبل بعض الندوات خارج إطار المشروع منها للكُتاب: "أحمد مراد، أشرف العشماوي، عمرو العادلي، ونتمنى إقامة فعاليات قريبة في سوهاج.