"ركوب الدراجة أسلوب حياة".. شعارًا اتخذه فريق دراجو سوهاج منذ تأسيسه في عام 2017، لتشجيع الشباب على ممارسة رياضة ركوب الدراجات واستخدامها كوسيلة اّمنة للتنقل داخل مجتمعاتهم والسفر بها بين المحافظات المختلفة، حيث أنها وسيلة تنقل توفر الوقت والأموال.
"جاءت لي فكرة إنشاء الفريق من خلال متابعتي لمنشورات الدراجات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت الفريق باثنين أو ثلاثة أشخاص وهم من ساعدوني في نشر ثقافة ركوب الدراجات بين الشباب"، هذا ما قاله أحمد السويسي، مؤسس فريق دراجو سوهاج.
نالت فكرة دراجو سوهاج إعجاب الكثيرين لاختلافها عن جميع الأفكار الموجودة داخل المجتمع السوهاجي وبعد نجاحه، بدأ الفريق في السفر بالدراجة إلى عدة محافظات مثل أسيوط والأقصر وقنا وأسوان ونجع حمادي ومرسى علم وحلايب وشلاتين والفيوم والأسكندرية والقاهرة.
يقول السويسي لـ”أهل سوهاج”: "فكرنا في تكوين فريق دراجو للناشئين في عام 2020، وتتراوح أعمار مشتركيه بين 10 و16 عامًا، وقد لاقت الفكرة إقبالًا كبيرًا حيث وصل عدد المشتركين في الفريق إلى 170 مشاركًا، قمنا بتدريبهم عبر جولات اختارنا أن تبدأ في السادسة من صباح كل يوم جمعة لضمان هدوء الطريق والحفاظ على سلامة اللاعبين".
أشار السويسي إلى أن فريق دراجو شارك في العديد من الفعاليات في مختلف محافظات مصر، أهمهم كانت مشاركة الفريق في احتفالات نصر أكتوبر المجيدة وسط استقبال من أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة.
"بدأ ركوبي للدراجات عندما أهداني والدي دراجة صغيرة في عيد ميلادي ودربني شقيقي على قيادتها، فقد عشقت ركوبها وقررت الانضمام لفريق دراجو للناشئين بعد رؤية نشاطهم على صفحتهم على مواقع التواصل الاجتماعي"، هكذا قال أنس صبيح، أحد أعضاء فريق دراجو.
أوضح صبيح دعم فريق دراجو له، مشيرًا إلى أنه كان يشعر بالإرهاق والتعب في البداية ولكن كان يطمئنه السويسي، مؤسس الفريق، ويسير بجانبه خلال الجولة، كما أنه تلقى تشجيعًا كبيرًا من عائلته الذين كانوا فخورين به حتى تمكن من أن يصبح ماهرًا في قيادة الدراجات.
بعد انضمامه لفريق الناشئين بشهرين، اشترى صبيح دراجة جديدة حديثة حتى يستطيع السفر بها لمسافات طويلة، ثم تلقى تدريبًا مكثفًا وحصل على زي مناسب ليسافر في أول رحلة له بالدراجة إلى مدينة الكوامل، ثم قطع 40 كيلو مترًا للسفر إلى مركز المراغة، وتدرب أكثر ليصل بدراجته إلى مركز البلينا بعد أن قطع مسافة 70 كيلو مترًا.
بالتزامن مع تطوير أداؤه، قام صبيح بتطوير دراجته أيضًا حيث اشترى دراجة أحدث ليقطع بها مسافة 1000 كيلو مترًا حتى وصل إلى محافظة أسيوط.
اندمج عبد المحسن محمد، أحد أعضاء فريق دراجو، مع الفريق منذ أول جولة شارك فيها معهم عام 2017، حيث وجد منهم تعاونًا وودًا وترحيبًا به، مشيرًا إلى أنه تعرف على ناس وأماكن وعادات جديدة لم يكن يعلمها من قبل، كما أن صحته ولياقته البدنية أصبحت أفضل حتى أنه يقطع 5 كيلو مترًا يوميًا للذهاب إلى عمله بالدراجة.
يرى عبد المحسن أن رياضة ركوب الدراجات رياضة مناسبة لجميع الفئات العمرية، متمنيًا أن يستخدم كل الناس الدراجة كوسيلة أساسية للتنقل في الحياة اليومية، فهي ستحد من الأزمات المرورية والازدحام، كما أنها ستمنع التلوث لأنها وسيلة تنقل آمنة صديقة للبيئة.
"أعشق ركوب الدراجات من صغري حتى أنني كنت أذهب إلى الجامعة بالدراجة قبل انضمامي للفريق في عام 2020”، هكذا قال مصطفى محيزي، طالب في كلية التربية الرياضية ومساعد قائد فريق الناشئين بفريق دراجو، مشيرًا إلى أنه قرر الانضمام للفريق بعدما شاهده في الشارع خلال قيامه بجولاته وأعجب بنشاطهم ونظامهم.
بالرغم من ممارسته لرياضة قيادة الدراجات وحيدًا، كان يرى مصطفى أن هذه الرياضة رياضة جماعية يفضل ممارستها داخل فريق، ولذلك شعر بالسعادة في أولى جولاته مع دراجو، مشيرًا إلى أن ركوب الدراجة يؤثر على نفسيته إيجابيًا ويجعله يبدأ يومه متفائلًا، ولذلك نصح العديد من أصدقائه بشراء الدراجات واستجابوا له وأصبحوا مثله، يستخدمونها في حياتهم اليومية.
يشترك في فريق دراجو شبابًا من مختلف الفئات العمرية مثل عمرو إيهاب، 13 عامًا، الذي أصبح مساعدًا لقائد الفريق من شدة حبه لقيادة الدراجات، فيقول عمرو: “وجدت تشجيعًا كبيرًا من عائلتي لممارسة رياضة ركوب الدراجات، فبعدها أصبح جسدي نشيطًا وصحيًا لأنها تعطيني طاقة إيجابية وتقوي عضلاتي وساعدتني أيضًا على التعرف على العديد من الأصدقاء الجدد".
أثرت ممارسة قيادة الدراجة على دراسة عمرو لكنه حاول تعويض ذلك قدر الإمكان بإنجاز واجباته في وقت أسرع من المعتاد، مشيرًا إلى حرصه على ممارسة هوايته المفضلة تحت أي ظرف.
وعلى العكس لم يؤثر ركوب الدراجات على دراسة آسر إيهاب، 10 سنوات، فهو وجد تشجيعًا من عائلته ساعده على تنظيم الوقت بين المذاكرة وبين ممارسة هوايته.
ولم تكن جميع العائلات داعمة، فقد واجه محمود محمد، الذي يبلغ من العمر 9 سنوات فقط، رفض عائلته للانضمام إلى فريق دراجو بسبب خوفهم عليه من السير بها في الشوارع وسط السيارات، كما أنهم شعروا بأنه مازال صغيرًا لأن يقود دراجة بمفرده في أي طريق صعب وغير ممهد.
ألحّ محمود على عائلته رافضًا الاستسلام للخوف وبالفعل التحق بفريق دراجو قائلًا: “بعد ممارستي لرياضة ركوب الدراجات انتظمت دراستي وأصبحت أذاكر بشكل أفضل، كما أنني تعرفت على أصدقاء جدد فتحسنت صحتي الجسدية والنفسية".