بعد غلق المسجد 4 أعوام.. العائدون إلى مولد السيدة زينب: "مرت السنوات كالدهر"

تصوير: مريم أشرف - مسجد السيدة زينب بعد التطوير

كتب/ت مريم أشرف
2025-01-28 15:33:00

دفع الشوق واللهفة، روحية عبد العال، 64 عامًا، للسفر من محافظة أسيوط إلى القاهرة لحضور مولد السيدة زينب، بعد غياب دام 4 سنوات بسبب إغلاق المسجد لأعمال تطوير، إذ علّمت بافتتاحه من متابعة الأخبار ومشاهد الافتتاح، حينها قررت أن تكون بجوار "الست" هذا العام.

ظلت تتخيل شكل المسجد بعد التطوير، وانتظرت بشغف حتى اقترب موعد الاحتفال، سافرت على متن "ميكروباص" كي تقضي يومها بين خيم المولد والمسجد. تعبر روحية عن مشاعرها بعد أن وصلت إلى القاهرة مطلع هذا الأسبوع ورأت المسجد مفتوحًا، والمصريين يحتفلون بمولد السيدة زينب: "بقالي أربع سنين مشتاقة كان نفسي أقعد أكتر جنب السيدة زينب حبيبتي وحبيبة حبايبي".

حاولت روحية الجلوس بالقرب من المقام لأطول فترة ممكنة، كما كانت تفعل في السنوات الماضية، لكن الأمن طلب منها مغادرة المقام بعد نصف ساعة ليتمكن باقي الزوار من الدخول، إذ شهدت ساحة المسجد أمس واليوم ازدحامًا شديدًا احتفالًا بمولد السيدة زينب.

يشهد العام الحالي أول احتفال بمولد السيدة زينب بعد افتتاح المسجد في مايو الماضي عقب غلقه في العام 2020 بسبب عمليات التطوير، مما أشعل مشاعر اللهفة لدى المريدين، فكيف كانت عودتهم؟.

نفيسة: "المولد كان مضلم"

تحضر نفيسة محمد، 55 عامًا، المولد منذ أن كانت في السابعة من عمرها، تأتي مع والدها من منطقة حدائق الزيتون بالقاهرة، لكن الأربع سنوات الماضية مرت عليها كالدهر، حتى كادت أن تفقد الأمل في رؤية المسجد والمقام مرة أخرى.

تقول نفيسة لـ"صوت السلام": "كنت بحس إن فيه حاجة ناقصة من فرحتي في المولد، عشان شايفة المسجد مقفول ومضلم رغم إن الدنيا عيد". عندما لامست قدمها ساحة المسجد، لم تتمالك نفسها فبدأت في الزغاريد والبكاء.

نال المسجد في صورته الجديدة إعجاب نفيسة، إذ وصفت تطويره بالفخامة: "عايزين بس الأمن يخف من علينا لأن الكل عايز يقعد وقت طويل جنب الست، والزحمة والتعليمات خنقونا".

عائدون على باب "الست"

كان نفس الشوق لدى محبي الست من الرجال، حيث يجلس محمد فلة، 65 عامًا، من محافظة دمياط، على أرض ساحة المسجد بجانب عكازه، يردد "مدد يا زينب يا بنت علي" في كل لحظة، إما في نفسه أو بصوت مرتفع. 

اعتاد فلة الجلوس أمام مقام السيدة ليكون أقرب إليها: "المسجد، اللهم صلي على النبي، حاجة حلوة قوي، وشكل الناس بيفرح، أنا باجي المولد ده من 50 سنة لأن ده بيتي التاني".

يضيف: "لما اتقفل السنين اللي فاتت، تعبت أكتر ومكنتش حاسس بالمولد، وكنت بتمنى يتفتح عشان أقعد جنب الست زي ما بعمل كل سنة".

من سوهاج إلى القاهرة، جاء السيد علي، 40 عامًا، عائدًا للاحتفال بمولد السيدة زينب بعد غياب طويل، متجهًا إلى المسجد وكأن أم هاشم تناديه، كما وصف. 

يقول: "أول ما شفت المسجد، اندهشت من الإضاءة القوية اللي غيرت شكله خالص، وكمان التوسعات اللي عملوها في الساحة، خلت المكان أكبر وأرحب للزوار، المسجد دلوقتي بقى بحر عشان المساحة بقت واسعة، الست كانت وحشاني".

ويتزاحم محمود خليفة، 45 عامًا، وسط المريدين، لِيصل إلى مقام السيدة ويجد له مكانًا داخل مسجدها بعد افتتاحه هذا العام وعودة المولد به، إذ جاء من أسيوط بعد سنوات من الغياب.

يقول: "أنا بشتاق لها في الليلة الكبيرة وأنا مروح الصبح، واستنيت 4 سنين علشان أجي ازورها، وأشوف المسجد بعد التوسعات دي، كانت فترة طويلة عليا، لكن دلوقتي حاسس إن المكان رجع زي ما كنت متخيله وأكتر، وأنا جاي هنا مش بس علشان المولد".

تجددت الروح في حفل مولد السيدة زينب هذا العام مع عودة المريدين، وكل زاوية في المسجد والميدان تروي قصة عودة طال انتظارها.

 

تصوير: مريم أشرف - الاحتفال بمولد السيدة زينب