أعلن البنك المركزي المصري فرض رسوم على التحويلات الفورية عبر تطبيق "انستاباي"، وهو ما أثار استياء العديد من الطلاب الجامعيين وأولياء أمورهم، خاصة أن الكثير منهم يعتمد على الخدمة في سداد المصاريف الدراسية التي قد تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات سنويًا.
بموجب القرار الجديد، ستُفرض رسوم بنسبة 0.1% على كل عملية تحويل، بحد أدنى 50 قرشًا وحد أقصى 20 جنيهًا، إلى جانب رسوم أخرى على الاستعلام عن الرصيد.
ويمثل هذا القرار بالنسبة للطلاب الذين يعتمدون على التحويلات البنكية من ذويهم لسداد الرسوم الدراسية والمصاريف اليومية عبئًا ماليًا إضافيًا.
تحدث "قلم المنصورة" مع عدد من طلاب جامعة حورس في محافظة الدقهلية، الذين أكدوا أن الجامعة لا توفر أي وسيلة أخرى لسداد المصروفات سوى عبر "انستاباي" أو الانتظار في طوابير طويلة تستمر لأيام، وليس مجرد ساعات، أمام مكتب شؤون الطلبة.
وهو ما يضع الطلاب بين خيارين مرهقين، إما دفع رسوم إضافية مع كل عملية تحويل، أو تحمل عناء الانتظار الطويل لإنهاء إجراءات الدفع.
طلاب: "القرار يؤثر علينا بالسلب"
سلمى أحمد، طالبة في كلية الطب جامعة حورس، قالت: "أدفع مصاريف الجامعة عبر انستاباي، والتي تصل إلى 200 ألف جنيه سنويًا، الخدمة وفّرت علينا مشقة الوقوف لساعات في طوابير الدفع، سواء داخل الجامعة أو في البنوك، لكنها الآن أصبحت مكلفة بلا مبرر، رغم أنها خدمة رقمية لا تتطلب جهدًا إضافيًا من البنوك".
أما محمد سامي، طالب في كلية الهندسة جامعة حورس، أوضح أن القرار سيجعل الطلاب يبحثون عن بدائل أقل تكلفة، موضحًا: "كنا نفضل انستاباي لسرعته وسهولته، لكن مع فرض الرسوم، قد نضطر للعودة إلى التحويلات البنكية التقليدية، رغم أنها أبطأ، لكنها على الأقل مجانية".
لم يقتصر تأثير القرار على الطلاب فقط، بل شمل أولياء الأمور الذين يعانون من ارتفاع تكاليف التعليم والمعيشة. قال أحمد عبدالرحمن، ولي أمر أحد الطلاب: "إلى جانب مصروفات الجامعة، نتحمل نفقات السكن والمعيشة، والتي نحولها بانتظام عبر انستاباي كبديل أسرع من فودافون كاش، الآن، مع فرض هذه الرسوم، ستزداد الأعباء علينا بشكل ملحوظ".
مع تصاعد الاعتراضات، يطالب العديد من الطلاب بإعفاء التحويلات الخاصة بالمصاريف الدراسية من الرسوم. وقال خالد محمود، طالب بإحدى الجامعات الخاصة: "يمكن للبنك المركزي استثناء المدفوعات الجامعية من هذه الرسوم، كما تفعل بعض الدول، نحن لا نستخدم انستاباي في معاملات تجارية، بل هو وسيلتنا الأساسية لسداد المصاريف".
وأكد محمد شاهين، مسؤول الحسابات في جامعة حورس، أن الجامعة تبحث عن حلول لتخفيف الأعباء على الطلاب، موضحًا: "سنعمل على توفير مكاتب دفع إضافية داخل الجامعة لتقليل التكدس، كما ندرس فتح حسابات بنكية في مزيد من البنوك لتسهيل عمليات الدفع".
وأضاف لـ"قلم المنصورة: "نحن نحرص على تقديم أفضل الحلول للطلاب وأولياء الأمور، ونسعى إلى تخفيف الأعباء عنهم بقدر الإمكان".