معاناة الانتقالات اليومية.. كيف نتحمل تغير الميزانية 3 مرات في عام واحد؟

تصوير: سلمى الهواري - ارتفاع_أسعار_البنزين

كتب/ت سلمي الهواري - مروان مجدي
2024-10-27 11:23:55

مناقشات قد تصل إلى مشادّات بين السائقين والركاب داخل سيارات الأجرة بسبب ارتفاع أسعار المواصلات؛ مشاهد يومية برزت حدّتها على مدار الأسبوع الماضي الذي شهد أوله زيادة أسعار المواد البترولية وزيادة تعريفة المواصلات، بينما أدت على جانب آخر إلى تغير في ميزانية المواطنين. 

داخل مدينة المنصورة؛ زادت تعريفة السرفيس الداخلي إلى 3.5 جنيهًا بدلًا من ٣ جنيهًا. بينما تراوحت نسبة الزيادة من المنصورة إلى باقي المراكز بين 1 جنيه إلى 5 جنيه. فبينما زادت تعريفة المنصورة شربين من 7 إلى 8 جنيهات، ارتفعت تعريفة المنصورة - المنزلة من 15.25 جنيه إلى 20 جنيه، والمنصورة - جمصة من 16.25 إلى 18.5 جنيه.

الاستغناء مستمر

يعلق محمد المهدي، 32 عام، على الزيادة الجديدة -وهي المرة الثالثة التي تحدث للتعريفة خلال العام الجاري فقط- ويقول: "في المرات السابقة، كانت الزيادة ربع جنيه (25 قرش)، أما هذه المرة فهي أكبر زيادة، وصلت بين نصف جنيه إلى أكثر من ذلك في بعض المسارات، وهي زيادة كبيرة علينا".

ورغم قيام إدارة المرور في المحافظة بتطبيق التعريفة المقررة على السيارات وإعلان المحافظة فرض غرامات فورية وإلغاء خطوط السير وسحب التراخيص لكل من يخالف التعريفة، إلا أن ذلك لا يكفي المواطنون، الذين ينتقدون الزيادات المستمرة، وأنها لا تراعْ ظروفهم المعيشية.

فالارتفاع في كل تعريفة حتى لو اقتصر على الزيادة الرسمية التي حددتها المحافظة بين 10% إلى 15%، لا تتطابق في كثير من المسارات سواء تلك التي يُقطّع فيها السائقون الأجرة أو على التكاتك التي لا تلتزم بتعريفة واضحة ومحددة، يظل انعكاسه كبير على ميزانية الأفراد والأسر. فمع كل ارتفاع في قيمة المواد البترولية، تزداد أسعار مختلف السلع خصوصًا الغذائية التي يعتمد عليها المواطنين.

يقول حاتم سكر صاحب الـ21 عام، أنه كي يصل إلى جامعة المنصورة، يحتاج أن يستقلّ توك توك ثم ميكروباص، وبينما كانت تكلفته قد وصلت حوالي 70 جنيهًا يومًيا ذهابًا وإيابًا، وجد نفسه أنه أمام زيادة جديدة في بداية الأسبوع، فمن 35 جنيه ذهابًا باتت 50 جنيه، لذا أصبح يوميًا يحتاج إلى 100 جنيه فقط للتنقل ذهابًا وإيابًا، غير مصاريفه الشخصية.

لا يتحمل حاتم هذه الزيادة إلا في مقابل الاستغناء عن مصروفات أخرى، فليس أمامه سوى تخصيص مصروفه اليومي للتنقلات دون التفكير في شراء "طعام أو عصير" من الجامعة.

زيادة مضاعفة على رب الأسرة

يقول مختار عبد الباقي، 53 عامًا، أنه كـ"سائق" سرفيس، لا يتأثر كثيرًا في التعريفة نفسها، لأنها تزداد عقب أي زيادة في أسعار المواد البترولية، لكنه يشير إلى أن الزيادة لا تتوقف على ذلك، فكل ما يتعلق بالسيارة نفسها من خدمات أو احتياجات يرتفع سعره عقب كل زيادة، فضلًا عن أنه كـ"رب أسرة" كما يصف نفسه، يجد أن مصروفاته تتضاعف، نظرًا لأن أسرته بالكامل تزداد مصروفاتهم أيضًا.

يتابع عبد الباقي، وهو والد 4 في مراحل عمرية مختلفة، ويضيف: "الأسرة كانت تنفق في المواصلات العامة قرابة ١٠٠ جنيهًا يوميًا، ما بين مشاوير زوجتي وأولادي الطلاب في مرحلة الجامعة ومرحلة الثانوية، لكن حاليًا لن تكفيهم وسيكون هناك زيادة في المصروف للبيت، في حين أنني كسائق لن أتمكن من زيادة أجري".

وقد رصدت "قلم المنصورة" في مدينة طلخا عدة مشادات كلامية بين سائقي التوكتوك والركاب بسبب زيادة سعر الأجرة التي يطبقها سائقوا "التوك توك" دون أي ضوابط أو أي قرارات تم إصدارها بشأن تسعيرة التوك توك، ووصلت إلي ١٠ جنيهات بدلًا من الأجرة الفعلية ٥ جنيهات داخل المدينة.

يصف مصطفى شاهين، ٥٠ سنة، تنقلاته اليومية بأنها باتت عبء عليه وعلى أسرته، لكنه مضطر إلى اتخاذها. يعمل شاهين موظفًا بإحدى الهيئات الحكومية، وتصل نفقات تنقلاته اليومية -وفقًا له- إلى ما يقارب 50 جنيه يوميًا، خصوصًا مع اضطراره للاعتماد على "التوك توك" لقضاء احتياجاته اليومية.

خلل في الميزانيات الشهرية

ويعد الطلاب من أبرز القطاعات التي عبرت عن استيائها بسبب الارتفاع المستمر في تعريفة المواصلات على مواقع التواصل الاجتماعي.

تقول آيات عثمان، 19 عاما، عبر مكالمة هاتفية مع "قلم المنصورة"، إن زيادة سعر المواصلات بين المنصورة وجامعتها وصل لأكثر من زيادة ١٥ جنيهًا في الرحلة الواحدة، مما أثر ذلك على مصروفها الشهري الذي خُصم منه ما يقارب ٦٠٠ جنيهًا فقط نتيجة زيادة المواصلات.

تعلق: "تكاد تكون الزيادة للبعض طفيفة جراء زيادة ١٠ جنيهات لكن على مجموع الشهر، فتبدو مرتفعة، وكفيلة إلى إحداث خلل كبير في المصروف الشخصي للطلاب ومصاريف المعيشة للأسرة".

وقد ارتفعت تكلفة الانتقالات بين محافظة الدقهلية وباقي المحافظات؛ فزادت أجرة سيرفيس (الحافلات) المتنقل بين المحافظة والمحافظات الأخرى بنسبة تقترب إلى ١٠ جنيهات.

ولم تقتصر الزيادة على المواصلات الجماعية العامة فقط، بل ان تعريفة تطبيقات النقل الذكي ارتفعت أيضًا بنسبة تزيد عن 15%، كما ارتفعت أيضًا تعريفة الركوب لسيارات التاكسي.

تروي وفاء محمد، ٥٢ سنة، أنها تستخدم التاكسي الخاص لسرعته في إيصالها إلى موقع عملها، وأنها باتت تترك سيارتها الخاصة وتتجه للمواصلات، إلا أنها تشكو من رفع السائقين قيمة التنقل دون تعريفة واضحة، فباتت رحلتها الصباحية تكلفها يوميًا بين ٣٥ و٤٠ جنيهًا، وأنها عقب الزيادة مباشرة دخلت في أكثر من مشادة مع السائقين، لأنها زيادة كبيرة من وجهة نظرها. 

تصوير: سلمى الهواري ومروان مجدي - زيادة أسعار المواصلات نتيجة زيادة سعر البنزين