منذ إعلان مجلس الوزراء في الأول من أغسطس الماضي جدول تخفيف الأحمال الكهربائية، بدأ المواطنون تنظيم حياتهم طبقًا لهذا الجدول، الكل بحث عن محافظته ومنطقته وشارعه في الجدول، خاصة مع تصريحات رسمية تخرج كل وقت بانتهاء خطة الانقطاع منتصف سبتمبر الجاري.
ولكن منذ أيام تحديدًا في 13 سبتمبر، فوجئ أهالي المنصورة وعدد آخر أن ساعات انقطاع الكهرباء زادت من ساعة إلى ساعتين، ثم سرعان ما زادت الساعات يومًا بعد الثاني حتى وصلت إلى ساعتين ونصف في بعض مناطق مدينة المنصورة، وفي أوقات زمنية متفرقة، دون الالتزام بالجداول المعلنة، حسبما رصد "قلم المنصورة" من حديث عدد من المواطنين الذين شعروا بالاستياء.
وحققت تساؤلات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي صدى كبير، خاصة وقد تكررت تعليقات مثل: "أن ما يحدث لا يتفق مع حديث الحكومة بأنها فترة زمنية وجيزة حتى انتهاء موجة الحرارة الشديدة".
في المنازل تجري ربات البيوت بمدينتيّ المنصورة وطلخا منذ أكثر من شهر ترتيبات لأداء الأعمال المنزلية في ساعات عدم انقطاع التيار، يترقبت عقارب الساعة دوريًا، لإنهاء العمل والمهام وواجبات الأبناء، لكن فجأة عانوا من انقطاع غير منتظم زائد عن الحد دون التزام بالجدول، على حسب ما عبرت شيماء محمد، 35 عامًا، ربة منزل.
وتقول نجلاء أيمن، 47 عامًا، ربة منزل: "تحملنا فترة انقطاع التيار الكهربائي في شهر أغسطس قدر المستطاع، وتعايشنا مع يومنا و رتبنا كل الأمور وفقًا لموعد انقطاع الكهرباء، لكن أن تصل المدة إلى ساعتين فأكثر، ومع بداية الموسم الدراسي، فهذا ما لا يمكن احتماله ويوتر الأجواء في المنزل، مضيفة: “أصبحنا لا نعرف في أي وقت تنقطع الكهرباء.. يومًا في الصباح الباكر ويومًا في الليل".
ولم يربك التغيير المفاجئ في مواعيد قطع الكهرباء ربات البيوت فقط، لكنه تسبب في أزمة بين أصحاب محلات البقالة، ممن يعانون من فصل الثلاجات في ساعات متقطعة ولفترات زمنية طويلة، وهو ما يدفعهم للخوف على المنتجات من التلف.
يقول إسلام محمود، 28 سنة، عامل في بقالة: "الكهرباء أصبحت مواعيدها صعبة، وأنا كبائع أتضرر؛ لأن الثلاجات تفصل أكثر من مرة في اليوم الواحد، وفي البداية كنا نأخذ احتياطات بفصل الثلاجات، وذلك قبل موعد القطع بدقائق حفاظًا عليها وعلى السلع، لكن الآن لا نتوقع متى تنقطع الكهرباء.. وهي تنقطع كل يوم في ساعة مختلفة، كأنه لم تُعلن أي جداول بعد".
وأضاف: “قطع الكهرباء خلال هذا الأسبوع يتم يوميًا لساعتين، وبعدها نجد كل السلع في الثلاجة لا تصلح للبيع، المنتجات المثلجة أصبحت كالماء، والثلاجات من الممكن أن تتضرر في أي وقت بسبب هذه العشوائية في القطع وتكراره مرتين إلى ثلاثة في اليوم".
ولا يزور صلاح محمد، 30 عامًا، محصل غاز، المنطقة في وقت انقطاع التيار، ويقول: “المواعيد المعلنة كانت توفر الكثير على المواطنين، خاصة ممن يعملون في مهنتي، والتي تستلزم استخدام مصاعد كهربائية بكثرة".
ويضيف: “منذ شهر ونص لا أذهب للمنطقة في وقت غياب الكهرباء، من الممكن أن أكون في الأسانسير بإحدى العمارات وينقطع التيار، وانتظر حتى يسمعني صاحب العقار أو الحارس ليفتح لي الباب".