عدوية.. في رحيل "سلطان أهل الهوى"

كتب/ت تسبيح السيد محمود
2024-12-30 18:21:45

لُقب بـ "ملك الأغنية الشعبية"، واستطاع أن يحول البساطة إلى فن راقٍ، فكان صاحب أسلوب خاص يعكس ثقافة الشعب المصري، وينصت له الجميع باختلاف الأجيال، إذ امتلأت أغانيه بالحياة، والطاقة، والنغمات التي تعبر عن التراث الشعبي.. هو الفنان محمد عدوية الذي شيُعت جنازته صباح اليوم.

فقد الفن الشعبي المصري مساء أمس الأحد الفنان محمد عدوية، الذي وفاته المنية عن عمر يناهز 79 عامًا؛ نتيجة تدهور حالته الصحية، بعدما أحدث ثورة في الفن الشعبي المصري والتحرر من قوالب النجوم السابقين له، مما جعل له قاعدة جماهيرية عريضة من الطبقات الشعبية.

بداية عدوية

ولد عدوية في محافظة المنيا في 26 يونيو العام 1945، ولم يكن ينتمي إلى أسرة فنية، فكان والده تاجر مواشي، إلا إنه اتجه للفن والغناء منذ الصغر، خلال العام 1969 في شارع محمد علي وتحديدًا داخل مقهى الآلاتية، إذ أحب الفن منذ الصغر، فكان يهرب من المدرسة لحضور الموالد وسماع الأغاني والمواويل الشعبية في المقاهي، رغم اعتراض أهله على الانضمام للفن والغناء.

كان يغني عدوية في الأفراح والحفلات ولكن شهرته الفعلية كانت عام 1972، حين بدأ كعازف للطبل مع فرق الراقصات، ثم اندمج تدريجيًا في الغناء في الأفراح الصغيرة، إلى أن جاء يوم قابل فيه صاحب ملهى "الأريزونا" خلال احتفال للفنانة شريفة فاضل وسمعه عاطف منتصر، صاحب شركة "صوت الحب" الناشئة، فقرر إنتاج أول أغنياته "السح ادح أمبو". 

رغم الهجوم الذي لاقته الأغنية من النقاد وكبار الفنانين ومنعها من الإذاعة، إلا أنها لاقت احتفاءً كبيرًا من الشارع المصري، حيث تلامست مع روح الشعب وذوقه، خاصة بتوزيعها الموسيقي المختلف، ومن هنا انطلق عدوية في عالم الفن وأصبح أحد أبرز أصوات الشارع المصري.

أشهر أغانيه

كان صوت عدوية وألحانه المميزة يلامس قلوب المصريين بكل أغانيه، على رأسها أغنية "يا بنت السلطان وكله على كله"، التي بمرور الوقت أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هذه الاحتفالات والأفراح الشعبية.

وكذلك أغنية "زحمة يا دنيا زحمة" التي وصفت حال مصر بعد الانفتاح الاقتصادي والسياسي الذي أعلن عنه الرئيس السادات في السبعينات، فمثلت الأغنية تعبيرًا واضحًا عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية في تلك الفترة.

كما يعبر عدوية بأغانيه عن حالات الفقد مثل أغنية "راحوا الحبايب"، وكذلك أغنيته "سلامتها أم حسن" التي عكست حال مصر بعد نكسة 1967، إذ عرف عن عدوية أنه لا يغني إلا ما يعبر عنه.

بتلك الأغاني الشهيرة استطاع عدوية أن يكتسب مكانة ضخمة له في الساحة الفنية، وتحقيق شهرة واسعة بفضل أغانيه التي كانت قريبة من الشارع المصري.

امتلأت مسيرة عدوية بالثنائيات مع أشهر الملحنين الكبار في ذلك الوقت الذين عملوا مع عمالقة الفن العربي مثل عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، ومن الملحنين بليغ حمدي، وسيد مكاوي، وهاني شنودة، وحسن أبو السعود، واشتهروا بقدرتهم على دمج الموسيقى العربية بالمؤثرات الغربية وإضافة اللون الشعبي لها.

مسيرته في التمثيل

لم يحقق عدوية النجاح في عالم التمثيل مثل النجاح الذي حققه في الفن، إذ أسند له بعض المخرجين أدوار كوميدية شارك في بطولتها مع نجوم الكوميديا سعيد صالح ويونس شلبي ووحيد سيف وسيد زيان، وأفلام اجتماعية أخرى مثل: "المتسول، وحسن بيه الغلبان، وكله تمام، ومخيمر دايما جاهز، وأنياب» وغيرها من الأفلام.

قصة حب عدوية وونيسة

للجانب العاطفي جزء كبير من حياة عدوية، إذ أحب زوجته ونيسة عاطف وجمعته معها قصة حب عميقة، ورافقها خلال رحلة مرضها، وبادلته هي نفس المشاعر لا سيما عقب الحادث الذي أثر عليه صحيًا ونفسيًا، إلى أن توفيت في مايو الماضي ولحق هو بها أمس الأحد.