تغيرت خطط طلبة الثانوية العامة في لحظة واحدة، فما إن أعلنت وزارة التربية والتعليم خطة إعادة هيكلة الثانوية العامة الجديدة، حتى تبدّلت تلك الخطط، وطفت على السطح مشاعر التشتت والحيرة، بسبب حذف بعض المواد وعدم احتساب مواد أخرى ضمن المجموع.
خطط بديلة تتلاشى
كانت مريم هاشم تضع خُطة بديلة في حالة عدم وصولها لتنسيق كلية العلوم، إذ فكّرت في دراسة اللغة الألمانية، والعمل بعد ذلك كمترجمة، واختارت تلك اللغة بسبب حبها لها، لكن لم يكتمل الحلم بسبب تحول اللغة الأجنبية الثانية إلى مادة نجاح ورسوب.
كما فكّر عمرو أحمد -أدبي- في التقديم على منحة للدراسة في روسيا، في حال عدم قبوله بالشرطة أو الحربية -حلم طفولته- إذ يمتلك عدد من الأقارب قدموا على المنح الروسية وقُبلت، بسبب سهولة الحصول على تأشيرتها، فضلًا عن عدم اهتمام جامعاتها بمجموع الطلاب في الثانوية العامة، لكن تلك الخُطة تعاني من شرخ حاليًا بسبب عدم اهتمام المناهج باللغات منذ المرحلة الابتدائية.
حتى في حال قبوله بالمنحة الداسية، يتوقع ألا يساعده مستواه في اللغة الإنجليزية، إلى جانب عدم قدرته الاعتماد على اللغة الفرنسية، بعد تحولها لمادة غير مضافة للمجموع، وبالتالي عدم اهتمامه بها خلال ماراثون الصف الثالث الثانوي "ده هيخليني أنساها ومش هعرف أعتمد عليها في السفر".
ليست اللغات فقط
يُنظّم عمر عماد -أدبي- وقته يوميًا بين التمرين في صالة الألعاب الرياضية، وممارسة كرة القدم مع أصدقائه والمذاكرة، ليجني نتيجة يتمناها بعد 12 شهر، وهي الالتحاق بالكلية الحربية، حتى يضمن لمستقبله عمل ثابت في مؤسسة عسكرية، فكّر عماد في أنه لا توجد خطة سوى حلم طفولته، لكن بعد إعلان نتائج الدفعة السابقة، بدأ في التفكير في آداب فلسفة، كخطة بديلة، لأنه كان يحصل على درجات مرتفعة بالمادة، رغم عدم اهتمامه بباقي المواد.
الفلسفة كانت الاهتمام الأول لعماد، بسبب اختلافها عن باقي المواد العلمية "بتخليني أفكر ويكون عندي فضول كل حصة"، لكن في صباح الأربعاء 14 أغسطس، انتهى ذلك الفضول والشغف، بسبب إلغاء الوزارة لمادة الفلسفة، وتصبح مكررة للصف الأول الثانوي فقط، وتنتهي علاقة عماد بمادته المفضلة قبل وداع أخير.
يفكر في أن أقسام الفلسفة لن تصبح من نصيبه في حال عدم التحاقه بالحربية، وحتى الالتحاق بها سيجعل مستقبله المهني بائس، حسب وصفه، فبعد سنوات الدراسة بالكلية ثم دبلومة تربوية، سيكون مؤهل لتدريسها لعام واحد فقط، مُتوقعًا سقوطها نهائيًا في المستقبل، مما أقلقه على مستقبله المهني، وربما سينتهي به المطاف للعمل في خدمة العملاء أو منصب إداري في شركة.
عبء زائد
يحلم يوسف محمد-علمي- دخول كلية الحقوق، حتى يعمل كمحامي، لأن القانون من أبرز اهتماماته، وتحديدًا القانون المرتبط بالأسرة والحقوق الشخصية، لذلك اختار الفرنسية كلغة أجنبية ثانية، لارتباطها بدراسة القانون في مصر، وبعد تغير مصيرها، أصبح مُدركًا لحاجته لدراسة اللغة في "كورس" أثناء الكلية، مما يجعل العبء أصعب، فقد كان العمل أثناء الدراسة ضمن خطته لاكتساب خبرة.
"الكورس" سيؤثر على وقت محمد الذي خطط له في المستقبل، إذ أنه يعرف من أصدقائه في كلية الحقوق، أن أساسيات اللغة التي اكتسبوها في المرحلة الثانوية ساعدتهم في فهم أساسيات اللغة، مما جعلهم يتجاوزون مراحل عديدة كان يمكن أن تضيع وقتهم، بين مواد كلية الحقوق المعروفة بثقلها العلمي وصعوبتها.
يُقلق محمد من اختفاء "الفرنسية" من روتين دراسته، وفقدت مريم خطة الدراسة في أقسام اللغة الألمانية، بينما يشعر عماد بمستقبل بائس تجاه دراسة الفلسفة، كما يقلق أحمد من خطوة السفر للدراسة بالخارج، بسبب عدم تأسيس في اللغة جيدًا، فيما تظل الخطط البديلة والاحتمالات فكرة أساسية لدى طلاب الثانوية العامة، لتكون عزاء لهم في حالة عدم الالتحاق بكلية أحلامهم، إلا أن يتعين على الطلبة الآن إيجاد بدائل أخرى.