دائمًا ما تتردد أغنية "جانا العيد" كلما هلّ علينا العيدين، الفطر والأضحى، وكلما سمعتها أشعر بفرحة العيد، كما أفرح بسماع أغنية "يا ليلة العيد" لأم كلثوم.
في أسرتنا نمتلك روتينًا خاص بالعيد؛ قبل حلوله بخمس أيام نبدأ ترتيبات المنزل، وقبل العيد بيوم واحد نخبز العيش الشمسي، بعدها نضع الحنة أنا وعائلتي على أيدينا برسومات مختلفة من الورود الجميلة في ليلة العيد نتباهى بها أمام أصدقائنا.
نحب تشغيل التلفاز خلال ذلك اليوم، ونبحث عن أي قناة تعرض تغطية حية لوقفة عرفات، لنسمع أصوات تكبيرات الحجاج، في ذلك اليوم يُحضر أبي الأضحية نلتف حولها ونُطعمها أحيانًَا، ويشاهدها جميع الأطفال بفرحة.
بعدها يأتي اليوم المميز، صباح أول يوم العيد، الذي اعتادنا فيه على النزول لصلاة العيد في جامع قريب منّا برفقة الأقارب والجيران، وبعد الصلاة يأتي الجزار لكي يذبح الأضحية، ونقف جميعًا لكي نراها، ويساعد أبي الجزار، وبعد انتهائه تطهو لنا أمي الكبدة، أما خالتي فتُنظّف "الكرشة" و"الممبار"، ويرتدي إخوتي الصغار ملابس العيد، ثم تبدأ زيارات الأقارب، يأتينا البعض، ونزور أيضًا البعض الآخر، فيمتلأ اليوم بالمحبة والفرحة.
نهاية اليوم لا ننسى أنا وأشقائي وأبناء خالتي في سؤال بعضنا عن كمّ العيدية التي جمّعناها، منهم من يعطيها لوالدته حتى تدّخرها له، ومنهم من يشتري بها ألعاب وحلويات.
في اليوم الثالث للعيد نذهب إلى "الشيخ عبيد"، وهو مكان لبيع الألعاب بسعر الجملة بمنطقة "أبو الريش" بأسوان. في العادة أذهب إليه مع أحد أقاربي، ونجلس بذلك المكان حتى آذان المغرب تقريبًا، يتجمّع الأطفال وأخواتي في ذلك المكان ونلهو بلعبة "المرجيحة"، كما نشتري الألعاب، ورغم أنها تتحطم بسبب كثرة الاستعمال، وهو ما يُغضب أمي، إلا أننا نحرص على شراء ألعاب جديدة في كل عيد.
ولا يجب أن أنسى الرفيق الدائم للعيد، وهو "الترمس"، لا يُمكن أن يمرّ العيد بدونه، ورغم أنه يُعدّ من التسالي، لكنه مغذي في الوقت نفسه، ونحرص كل عيد على تقديم الترمس لأفراد العائلة، التي يُحبه صغيرها وكبيرها.