في حاوية جلدية سوداء يضع معداته، المستخدمة لفك وتركيب "الحدوة"، طوال 50 عامًا، ظل الحاج عرفة سعيد ـ 68 عامًا ـ محتفظًا بحرفته التي تعلمها في عمر الثانية عشر.
وبالرغم من تأثر صنعته بتغيرات الزمان وارتفاع قيمة المعدن المستخدم.، يقول:"هي صنعتنا التي تعلمناها منذ الطفولة ولا نستطيع تركها".
قرر الحاج عرفى تعلم الصنعة الدخيلة على "كار" عائلته التي امتهن رجالها العمل بالتجارة؛ فتعلم على يد الحاج حسن، الذي كان متخصصًا في تركيب الحدوات لأحصنة حناطير البندر منذ الأربعينيات، طلبت منه ان يعلمني الصنعة، ومن وقتها احترف عرفى المهنة ثم علمها لابنه بعد ذلك.
وعن طبيعة تيسير الحركة للحصان، يقول الحاج عرفة: "إن الحصان لا يستطيع المشي على الطريق بدون حدوة في قدمه، فأسفلت الطريق يأكل قاعدة القدم، وتمثل الحدوات حماية له، ويأتي صاحب الحصان لتغييرها باستمرار، كل أسبوعين أو أكثر حسب حركة الحصان".
ويكمل: "عامل الحركة وسخونة الشمس يؤثر على الحدوة المصنعة من الحديد، فتتآكل في قدمه، والمواظبة على تغيير الحدوة يرجع إلى ضمير صاحب الحصان أن يغيرها باستمرار ولا يتكاسل حتى لا تتعرض حوافر الحصان للضرر، وبالنسبة لشكلها فالأقدام الأمامية يختلف شكلها عن الأقدام الخلفية، وحدوة الحصان تعتبر الأكبر حجمًا بالنسبة لحدوات البغل والحمار".
يعود الحاج عرفة بذاكرته إلى فترة السبعينيات، فيتذكر أن تكلفة تركيب الحدوة وقتها، يكلف صاحب الحصان جنيهًا واحدًا، أما الآن فتكلفة تركيب حدوات الحصان الواحد تكلف 60 جنيهًا، وسعر الحدوات الأربعة والمكسب لنا عشر جنيهات فقط في سعر التركيب والفك.
يذكر الحاج عرفة أن موسم العمل يتزايد في فصل الشتاء بسبب السياحة الشتوية خصوصًا جولات عربات الحنطور التي تشتعل طوال فصل الشتاء.
ويرجع ارتفاع سعر الحدوة إلى ارتفاع أسعار الحديد المستمر بالإضافة إلى أن الحاج عرفة يشتريها من مدينة سمنود بمحافظة الغربية، لعدم تواجد حدادين يحترفون صناعة الحدوات بالمحافظة.