انقضت فعاليات مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، الذي عقدت الدورة السابعة منه في الفترة من الخامس إلى العاشر من شهر مارس الجاري بمشاركة 61 فيلمًا تنافسوا على ست مسابقات رئيسية في المهرجان، من ضمنها جائزة جمعية النقاد وهي جائزة الناقد الراحل "سمير فريد".
منحت جمعية النقاد بمهرجان أسوان الجائزة هذا العام لفيلم "علاقة حبي بزواجي"، أو"My Love Affair With Marriage”، والفيلم إنتاج مشترك بين لاتفيا والولايات المتحدة الأمريكية ولوكسومبرج. أجرى "عين الأسواني" حوارًا مع الناقد ضياء مصطفى، عضو لجنة تحكيم جمعية النقاد بمهرجان أسوان للتحدث عن كواليس هذه الدورة، وإليكم نص الحوار..
-ما هي معايير اختيار الفيلم الفائز بجائزة النقاد التي تحمل اسم الناقد الراحل سمير فريد؟
لا يوجد معايير محددة يضعها النقاد المشاركين في الجمعية لاختيار الفيلم الفائز بالجائزة، فالحكم هنا خاضع للجنة نفسها التي تختلف من سنة لأخرى، وبما أن مهرجان أسوان هو مهرجان داعم للمرأة، فإذن التحدث عن حقوق المرأة يصبح ضمن المعايير الأساسية التي يتم اختيار الفيلم الفائز بناءا عليها، وبالتأكيد يجب أن يتم استحسان الفيلم فنيًا، فلا يفوز فيلمًا لأنه فقط يناقش قضية من قضايا المرأة، بل نحدد مجموعة من الأفلام التي أعجبتنا فنيًا أولًا ثم نختار من بينها الفيلم الفائز.
- ما رأيك في الدورة السابعة من مهرجان أسوان السينمائي الدولي؟
أرى أن دورة هذا العام كانت جيدة بدءا من التنظيم ونهاية بنوعية الأفلام المشاركة فهي ذات مستوى عال وهذا جعلنا نحتار كلجنة تحكيم في اختيار الفيلم الفائز، فقد حصلت الأفلام المشاركة على جوائز متنوعة في السيناريو والتمثيل والإخراج مما يعني أن مستوى الأفلام المقدمة في هذه الدورة جيدة ونتمنى أن تكون الدورة القادمة أفضل وأفضل.
- من وجهة نظرك، ما هو أفضل فيلم مشارك في المهرجان ولماذا؟
أرى أن فيلم "علاقة حبي بزواجي" هو الفيلم الأكثر اكتمالا لأنه تمت معالجته بشكل مبدع ومتطور، ويمكن أن يتعجب البعض من أن الفيلم الذي حصل على جائزة "سمير فريد" هو فيلم رسوم متحركة، ولكنه فيلمًا يجمع بين كونه روائي يتضمن جزءا تسجيليًا، وبين دمجه للعلم والفلسفة والفكر بشكل لطيف، فهو جعلنا نتتبع رحلة فتاة منذ ولادتها وحتى مرورها بعدة علاقات إلى أن تصبح سيدة ناضجة، وهذا كله جعلني أراه من أفضل الأفلام.
- ما رأيك في قائمة المكرّمات في هذه الدورة من المهرجان؟
تكريم الفنانة نبيلة عبيد والإعلامية درية شرف الدين هو تكريم مستحق ويخص المرأة مثلما يخص السينما والإعلام، فالإعلامية درية شرف الدين لعبت دورًا مهمًا في فهم الناس للسينما، ونبيلة عبيد ناقشت العديد من القضايا الهامة التي تخص المرأة من خلال أفلامها.
- من تحب أن تراها مكرّمة في الدورة القادمة من المهرجان؟
من وجهة نظري أي شخصية مهتمة بصناعة أفلام معبرة عن المرأة تستحق أن تكرّم، فإذا تحدثنا عن شخصيات دعمت حقوق المرأة من خلال أعمالها الفنية فأرى أن لبنى عبد العزيز، هند صبري، وكاملة أبو ذكري من الأسماء الهامة التي من الممكن أن تكرّم خلال الدورات القادمة من المهرجان.
- ما هو أفضل فيلم تحدث عن قضايا المرأة من وجهة نظرك؟
شاهدنا أفلامًا كثيرة ناقشت قضايا المرأة سواء في قالب كوميدي مثل فيلم "مراتي مدير عام" أو في قالب جاد مثل فيلم "نوارة" الذي عُرض في السينمات مؤخرًا، ويوجد أفلامًا أخرى كثيرة دعمت المرأة من الممكن ألّا تبدو في ظاهرها أفلامًا تناقش قضاياها، لكن أي فيلم سلط الضوء بشكل عام عن مشكلة في المجتمع دون أن تكون المشكلة موجهة للجمهور بخطاب مباشر أو سطحي فهو فيلم مهم جدًا.
-ما هي القضية الخاصة بالمرأة التي نحتاج لأن نتحدث عنها في السينما مستقبلًا؟
نحتاج للتحدث عن جميع قضايا المرأة حتى لو كنا تحدثنا عنها من قبل، لأنه بالرغم من كل ما قلناه سابقًا عن حقوق المرأة، فمازالت هناك الكثير من الحقوق التي لم تحصل عليها بعد، وأينما وجدت السينما فيجب أن تناقش هذه القضايا الهامة عبر أفلامها.
- ما هو أحدث عمل رأيته يتحدث عن قضايا المرأة وأعجبك؟
الفيلم التسجيلي "مش زيهم" وهو فيلم يتحدث عن الكاتبة الراحلة الدكتورة نوال السعداوي، تم عرضه في هذه الدورة لمهرجان أسوان وناقش عدة قضايا مختلفة عن المرأة، وأرى أن هذا الفيلم من المهم أن يشاهده الناس وأن يُعرض بعد المهرجان في دور العرض بشكل أفضل.
- هل صانعات الأفلام أصبح لهن دورًا في الساحة السينمائية المصرية مساويًا لصانعي الأفلام من الرجال؟
بدأنا نرى صانعات أفلام ينجحن في المجال حتى وإن كانت أفلامهن لا تتحدث عن المرأة، ولكنهن أصبحن موجودات وأخذن مساحات أكبر كثيرًا من التي كانت مأخوذة من قبل، فأرى تطورًا كبيرًا قد حدث في الساحة السينمائية مؤخرًا.
