كرّم مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة في دورته السابعة، الإعلامية درية شرف الدين، وذلك لإسهاماتها في نشر الثقافة في المجتمع من خلال تقديم برنامجها الشهير "نادي السينما"، الذي كان يُذاع على شاشة التليفزيون المصري كل يوم سبت في حقبة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وخلال تواجدها في المهرجان، أجرى “عين الأسواني” حوارًا مع الإعلامية القديرة، لنعلم ما هو شعورها تجاه تكريمها في مهرجان يحتفي بإنجازات المرأة، وما هي أبرز ذكرياتها عن برنامج “نادي السينما”.
أعربت درية في بداية الحوار عن سعادتها بتكريمها من مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة قائلة: “أحب أسوان كثيرًا، وأشعر بأن الأقاليم الموجودة خارج مصر مظلومة بشكل عام، ولذلك أسعدني وجود مهرجان يحتفي بالمرأة في هذا المكان بالذات، خاصة وسط إقبال أهالي أسوان عليه وحرصهم على حضور الفعاليات".
قدم الناقد طارق الشناوي ندوة تكريم درية شرف الدين التي أقيمت على هامش المهرجان، الاثنين الماضي، وذكر الشناوي خلال كتاباته عن برنامج "نادي السينما" أنه كان طالبًا في معهد السينما، وكان أستاذه الفنان محمود مرسي الذي حرص دائمًا على مناقشتهم عن الأفلام التي يعرضها برنامج "نادي السينما"، وعن ذلك تقول درية: “الفنان محمود مرسي كان أستاذًا وناقدًا مهتمًا بالبرنامج وكان دائمًا ما يحتفي به".
وأضافت: “دعينا محمود مرسي لكي يكون ضيفًا في البرنامج أكثر من مرة ولكنه كان يفضل البقاء بعيدًا عن الأضواء لأنه كان شخصية خجولة جدًا، فكونه متابعًا جيدًا للبرنامج لدرجة أن يجعل تلاميذه يشاهدونه ويناقشهم في الأفلام التي يعرضها، يدل على أن مستوى البرنامج كان جيدًا من حيث اختيارنا لنوعية الأفلام المعروضة فيه، وأن مناقشاتنا مع ضيوفنا كانت مفيدة أيضًا".
أوضحت درية اعتزازها بجميع الحلقات التي عُرضت من البرنامج ولذلك لا يوجد لديها حلقة مفضلة بعينها، مشيرة إلى أنها لا تجد برامج فنية متخصصة في السينما، الموسيقى، أو الفن التشكيلي تُعرض حاليًا على شاشة التليفزيون، مشددة على ضرورة وجودها خلال الفترة القادمة لأن شاشة التليفزيون هي من تُعلم المشاهد عن الفنون.
لكي تصل درية ببرنامجها إلى القمة، واجهت العديد من التحديات حتى أنها فكرت في الانسحاب من عملها أكثر من مرة قائلة: “بالرغم من تفكيري في الانسحاب، إلا أنني استطعت تجاوز جميع التحديات التي واجهتني بإرادة الله وتوفيقه أولًا وبمجهودي ثانيًا، وطوال مسيرتي العملية شجعني الكثيرون على الاستمرار إلى الأمام، ولذلك أساعد الآن كل من يحتاجني".
اختتمت درية حديثها مع "عين الأسواني" بنصيحة لشباب الإعلاميين، موضحة أن الثقافة العالية من أهم مواصفات الإعلامي، قائلة: “الإعلامي بلا ثقافة يساوي صفر، وهذه الثقافة يجب أن تكون شاملة للثقافة العربية والأجنبية، فالإعلامي ليس لسان ومظهر فقط بل عقل أيضًا، والعقلية تتكوّن من المعرفة العامة بمجريات ما يحدث حولنا".
وأضافت: “أقول لكل من يريد أن يصبح إعلاميًا في المستقبل أن يوسع مداركه بمتابعة الأخبار، وأن يشاهد البرامج العربية والأجنبية، وأن يكون لديه الروح النقدية أيضًا، فالإعلامي هو ناقل الثقافة للجمهور".