"فواكه اللحوم".. بديل "بروتين العيد" لم يعد "رخيصًا"

تصوير: رنا محمد - تحضير "فواكه اللحوم" بأحد محال "المسمط" بسوهاج

كتب/ت رنا محمد
2024-06-12 13:34:28

مع اقتراب عيد الأضحى تبدأ محلات الجزارة وعربات الشارع والمحلات المعروفة شعبيًا بـ"المسمط" في الاستعداد لتقديم وجبة المعروفة شعبيًا بـ"فواكه اللحوم"، التي يعتاد المصريون على تناولها في العيد، وتأتي من "أحشاء الذبيحة"، سواء كانت تقدمها مطهية أو غير مطهية.

وفي سوهاج بشارع "الترعة المردومة" يقع محل "مسمط" لصاحبه سيد محمد عبد اللطيف، الذي ينتظر عيد الأضحى بفارغ الصبر، إذ يُعدّ أكثر المواسم جذبًا للزبائن، وفي تلك الفترة يستعد عبد اللطيف قبل وقفة عرفات بنحو أسبوعين، حيث ذهب إلى السلخانة لشراء أحشاء الذبائح ورؤوسها، واشترى كمية تكفيه نحو 15 يوم على الأقل.

في الأعوام الماضية ومع ارتفاع سعر الأحشاء، كان عبد اللطيف يضطر إلى رفع سعر الوجبات، وفي نفس الوقت يقوم بعمل خصومات على الوجبات الأكثر إقبالًا، وهي الحيلة نفسها التي سيقوم بها صاحب محل المسمط لهذا العام، إذ وصل سعر الذبيحة الواحدة إلى 50 ألف جنيهًا.

اضطر عبد اللطيف هذه السنة لرفع سعر وجبة الكوارع، إذ سيبيعها بـ110 جنيه، بعدما كانت تُباع العام الماضي بـ75 جنيهًا، وسيُحاول عمل خصومات على "لحمة القلب والمخ والتشكيلة"؛ فوجبة المخ سيكون سعرها 80 جنيهًا بدلًا من 100 جنيهًا، وسيبيع وجبة القلب بــ 45 جنيهًا بدلاً من 60 جنيهًا.

"صفقة أحشاء الذبيحة"

11 عامًا في حب "فواكه اللحوم" بدأتها سارة كريم من إلحاح والدتها وإصرارها في عيد الأضحى على أن تُجرّب الابنة مذاق "لحمة الرأس"، ومنذ ذلك الحين تنتظر سارة حلول عيد الأضحى لتناول وجبتها المفضلة.

ترى سارة أن مذاق هذه الوجبة يختلف فى العيد، بسبب تربية الذبيحة على الطعام الصحي مما يجعل طعم اللحم ألذّ، إلا أن أزمة ارتفاع الأسعار التي طالتها جعل شراء تلك الوجبة مُكلّف، إذ وصل سعر كيلو "الممبار" إلى 100 جنيه، بخلاف العام الماضي الذي كان سعره 40 جنيه.

حاولت سارة التغلب على هذه الأزمة، باشتراكها مع أصدقائها على تقسيم أحشاء عجل كامل، وتوزيع تكلفته عليهم، ولم تستطع حلّ مشكلة سعر لحمة الرأس، بسبب ضآلة الكمية المُستخرجة من ذبيحة واحدة، لدرجة لن تُمكّنها من اقتسامها مع صديقاتها، لذلك قررن جميعًا استبعاد شرائها ضمن "صفقة الذبيحة المقتسمة".

الإقبال ينخفض 

كان جميع الزبائن يحرصون فى الماضي على تناول "وجبة السمين"، بسبب انخفاض سعرها، أو كنوع من التغيير، فقد كان سعر كيلو المشكل 80 جنيهًا، لكن حاليًا ارتفع السعر إلى 150 جنيهًا، مما قلل من الإقبال على تناوله بنسبة كبيرة.

يتحدث "منتصر" عن نسبة مبيعاته، في الـ"المسمط" الذي يمتلكه منذ 30 عامًا، بشارع كاذالوفا بمدينة سوهاج ، وحتى قبل الأعوام الثلاثين كانت عائلته تعمل بنفس المهنة، حتى أنهم امتلكوا مزارع للماشية يحصلون من خلالها على احتياجات مهنتهم، فيما تُشكّل "الخلطة السرية" من البهارات، وفقًا لمنتصر، سر نجاح الأسرة في مجال عملهم، وهو سرّ تميزهم بين المنافسين.

لا يختلف هاني رزق، مالك محل جزارة، مع حديث منتصر، فمن وجهة نظره، ارتفاع الأسعار يسري على اللحوم وعلى أحشاء الذبائح أيضًا، إلا أن الفارق بينهما لا يزال واضحًا ولا تزال أسعار اللحوم أعلى.

ويُفسّر هاني ذلك قائلًا "توارثت المهنة عن والدي، وطوال السنوات التي قضيتها كان إقبال الزبائن على شراء أحشاء الذبيحة في عيد الأضحى، مُنطلقًا من طعمها اللذيذ ومن رغبتهم في تغيير أصناف الطعام".

لا استغناء عن فواكه اللحوم

لكن حاليًا، وفقًا لهاني، ومع أزمة أرتفاع أسعار اللحوم، أصبح الطلب عليها أكبر بسبب انخفاض سعرها مقارنة بأسعار اللحوم، التي يتراوح سعرها في سوهاج بين 300 إلى 360 جنيه للكيلو.

وفي منطقة الشرق بسوهاج، يقول على سيد، صاحب محل جزارة، إن الزبائن تُقبل على شراء أحشاء الأضحية لمذاقها الطيب، وليس بسبب سعرها، لذا يرى أن الزبائن من الممكن أن تتخلى عن شراء اللحوم، ولكن سيستمرون في شراء الأحشاء.

وهو ما تُثبته عائلة ريم عبد الرحمن الصعيدي، فقد اعتاد والدها في كل عيد على شراء أحشاء الأضحية؛ مثل لحمة الرأس والطحال والمخ والفشة والكرشة والكوارع والقلب، وتقول ريم "ستستمر العائلة في تناول هذه الوجبة طوال فترة العيد".

 

تصوير: رنا محمد - محال جزارة و"مسمط" بمحافظة سوهاج