انقسام حول "ماما"

تصميم: محمد صلاح

كتب/ت شهد الهيثم
2025-04-13 10:56:22

علاقتنا السمعية والبصرية بشهر رمضان، لا تنتهي بنهاية أيامه الثلاثين، الحقيقة أن كثير منها يبدأ بنهاية الشهر، لتصبح جزء لا يتجزأ من ذاكرتنا البصرية والسمعية طوال العام، إلى أن يحتل منتج رمضاني جديد مكانها بحلول رمضان المقبل.

الإعلانات والمسلسلات الدرامية جزء لا يتجزأ من شهر رمضان وما يصنعه من ثقافة سمعية وبصرية، حيث تتسارع الشركات التجارية في هذا الشهر لتقديم إعلانات تؤثر في المشاهد وتدفعه لشراء منتجاتهم، وهذا ما اعتمدت عليه معظم اعلانات رمضان هذا العام، حيث حاولت هذه الاعلانات إثارة عاطفة الجمهور بشكل كبير.

فمثلًا، إعلانات "الكمبوندات" التي تظهر للمشاهد، أن الحياة هناك مثالية، كما اعتمدت على إظهار مالك عقار الكمبوند، وهو يعيش حالة من الهدوء والاستقرار والاستمتاع بالجو العائلي، ما يدفع المشاهد للشعور بأن هذا المكان هو المناسب أن يقضي حياة أسرية سعيدة خالية من مشاكل الحياه الطبيعية.

 إعلانات المستشفيات التي تظهر للمشاهد ألم المرضى والشعور بالأسى والحزن، مما يدفع المشاهد للتبرع، كل هذه الإعلانات تلعب على عاطفة الجمهور لتدفعه على اتخاذ قرار الشراء أو الدفع لهذه الشركات أو المؤسسات.

 لكن ما استوقفني حقًا، هو إعلان شركة " العربي جروب"، فقد قدمت الشركة هذا العام خلال شهر رمضان، إعلانًا تحت مسمى "ماما" كهدية لعيد الأم، نظرًا لتزامن عيد الأم مع شهر رمضان، واعتمد الإعلان على إظهار مشاعر الحب بين الأبناء وأمهاتهم، كما ركز على أهمية دور الأم في حياة أبنائها.

وبعض عرض الإعلان، انقسم الجمهور الى جزءين، منهم من رأى أن فكرة الإعلان جيدة نظرًا لما يحمله من مشاعر دافئة تلامس القلب من خلال اللقطات التي احتواها الاعلان. 

 والجزء الاّخر، قابل الإعلان بانتقادات كثيرة، فلم يراعى الاعلان مشاعر من فقدوا أمهاتهم والمغتربين عن أمهاتهم، فمن وجهة نظرى أرى أن الإعلان كان قاسيًا على بعض شريحة من الجمهور، فالبعض انتقده والبعض الاّخر نفر من مشاهدة الاعلان، لذلك لم يحقق الاعلان الهدف الذي يسعى إليه، وهو جذب الجمهور وتحفيزهم على قرار الشراء .

اعتمدت "العربي" سياسة التسويق غير المباشر،  فالإعلان لم يعرض أي منتج من منتجات الشركة، واعتمد نجاح الإعلان على تحفيز العواطف، من خلال بث رسائل إنسانية، تؤثر على سلوك الجمهور وتدفعهم إلى قرار الشراء.

كما اعتمد الإعلان على ظهور "التيكتوكرز" و"اليوتيوبرز"، نظرًا لقربهم من قلوب الجمهور، لكن  شريحة من الجمهور انتقدت فكرة الإعلان.

وما يغيب عن تحليلات التأثير السلبي لإعلان "ماما"، هو التأُير  السلبي على الأطفال، وهم الشريحة الوحيدة التي لا تمتلك صوتًا في معركة تحليل الإعلانات وإبداء الرأي، رغم أن وقع التأثير السلبي أكبر عليهم من بقية رافضي الإعلان.

فوفقًا لحديث "وليد هندي"، الطبيب النفسي في  حواره صحيفة "البلد"، فالتأثير السلبي على الأطفال، الذين فقدوا والدتهم أكبر من تأثير مثل تلك الإعلانات على الفئات السنية الأكبر.