بوشكارة الشخصية التي أرعبتنا أيام الطفولة هل هو حقيقة أم خيال!
هو أكثر الشخصيات الخرافية التي كانت ترعبنا أيام الطفولة مثل العبيثة والغول، من الشخصيات المنتشرة في أغلب الثقافات الشعبية حول العالم لرجل دميم المنظر يحمل كيسا كبيرًا خلف ظهره ويضع فيه الأطفال الصغار الأشقياء ليأكلهم أو يبيعهم فيما بعد.
أما في تونس فتقول الكثير من الروايات المتطابقة إن مصطلح بوشكارة انتشر أيضا في الجزائر ولبنان، كوصف لمن يشي بالمقاومين وينقل أخبارهم وتحركاتهم إلى المستعمر.
ويظهر هؤلاء الأشخاص أثناء حضورهم جلسات المحاكمة للشهادة ضد أبناء بلدهم من مقاومي الاستعمار مرتديًا كيس أو شكارة حتى لا يتعرف عليهم أحد فكان الناس يبغضون هذه الشخصية ويرعبون به الأطفال الصغار كما ترعب الكبار .ولكن أجدادنا تداولوا الحديث عن بوشكارة في مرحلة طفولتنا حتى نخاف ولا نخرج للعب لوحدنا أو نتجول في الشارع دون وجود شخص كبير معنا، وهكذا تحول بوشكارة لشخص مرعب للأطفال حين يسمعون باسمه يتملكهم الخوف والرعب والرغبة في البكاء بشدة، وحتى قد يأتي في الحلم أثناء النوم.
ولكن تجربتي الشخصية مع هذه القصة مختلفة قليلا حيث حاولت والدتي وجدتي كثيرا، إستخدامها لإخافتي، بأن بوشكارة سيأتي ليأخذني ويأكلني إذا لم أكن بنتا لطيفة تستمع إلى تعليمات الأكبر سنا، وتلتزم بها ولكنني كنت طفلة مشاغبة، ولم أقتنع بهذه الشخصية الغامضة، وكنت أضحك كثيرا حين أسمع عنها إلى أن أصبحت تراث قديم بين الأجيال في بعض الأحيان تؤثر على الأطفال وفي أحيانًا أخرى لا تؤثر على أطفال مثلي خصوصا بعد ظهور الرسوم المتحركة والقصص الخيالية الجميلة التي خلقت في عقولنا درجة من الوعي حتى نتأكد من عدم وجودها لأننا لم نراها في الواقع يوما ما.