عندما شاركت للمرة الأولي في عمل تطوعي أحسست بأني غريبة في عالم جديد لا أعرف فيه أحد وحاولت أن أحاول التعرف على بقية المشاركين حتى لا أبقى وحيدة منعزلة عن الناس.
أبلغ من العمر 16 عاما، أدرس في المدرسة الإعدادية 23 جانفي ببني خلاد، أنا فتاة مدللة ولي أخ يبلغ من العمر 18 سنة كنت أحب الرياضة والترفيه والانخراط في الأنشطة الثقافية كثيرا، أمارس الجمباز وشاركت في بعض المسابقات المحلية للمحترفين وأغلب وقتي بين الدراسة والبيت والدروس الخصوصية و التدريب ولكن بعد ان تعرفت علي العمل التطوعي أصبحت فتاة تحب الحياة أكثر وتنظر لها بنظرة مختلفة، رغبة في التجول و استكشاف أماكن جديدة، وأشخاص جدد.
طلبت أمي مني المشاركة في حملة تطوع في المركب الشبابي بقربة للإستمتاع والإستفادة من الأعمال التطوعية هناك علها تغير من نفسي وشخصيتي في نفس الوقت، في اليوم الأول بدأت بتشجيع نفسي وتقدمت للتعرف على العديد من الأصدقاء من مناطق مختلفة حينها وجدت الأمر ليس صعبا كما كنت أظن في البداية.
تعرفت علي شخصيات غريبة في التفكير عني و ممتعة في الوقت نفسه، مما جعلني أغير نظرتي للناس، ولا يجب الحكم وتقييم الأخريين قبل التعرف عليهم، وأكتشفت أنهم من ألطف الناس الذين تعرفت عليهم.
وفي اليوم الثاني، ذهبنا لاستكشاف معالم مدينة قليبية، هناك ذهبنا إلى غابة جميلة وتشاركنا في رفع المخلفات بالغاية وزرع الأماكن الخالية بأشجار الزيتون حتى تبقى جميلة لمن يزورها بعدنا، وليتمكن غيرنا من الإستمتاع بجمال هذه الغابة ونظافتها.
شاهدت مع الأصدقاء الجدد جمال مدينة الحمامات أزقتها القديمة و الفاخرة و في نهاية اليوم تعلمت مدى أهمية العمل التطوعي في حياة الفرد كونه يخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع قرار أمي كان صحيحا حين أرسلتني للمشاركة، فالتطوع يضفي إحساس جميل في نفسية الفرد ويبعث السعادة، ويجعلك تشعر بالإنجاز حين تقوم بشيء إيجابي مع تنمية الحس الإنساني لدى الناس، والتفرد في حماية البيئة وصيانة مواردها الطبيعية بزراعة الأشجار كما أنه جعلني أكتسب مهارات جديدة مثل القدرة على التواصل مع الأخرين و زيادة الثقة بالنفس وخدمة الغير والإستفادة الجيدة من الوقت وإكتساب شبكة علاقات مهمة لذلك فالعبرة هي أن لا تستهين بالعمل التطوعي ودوره في تنمية شخصية الفرد وصقله حتى يكون أفضل لان الحقيقة تجعل منك إنسان أخر مليء بالطاقة الايجابية والحياة.