كانت هناك قرية في إحدى الضيعات الفلاحية، تتميز ببحيرة صغيرة يتجمع حولها الأهالي، يتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث في نهاية كل يوم عمل متعب بالأراضي الزراعية. وُلد هنا بالقرية فتى جميل المظهر اسمه علي، كان شابًا حسن الخلق ويمتلك طموح كبير، ويحلم دائمًا بتحقيق شيء عظيم في حياته، ولكنه لم يكن يعلم كيف يفعل ذلك؟.
أغلب الناس المقيمين في القرية كانوا بسطاء، هدفهم في الحياة كسب قوت يومهم من العمل في الأراضي الزراعية حتى يعيش أفراد أهلهم بشكل طبيعي، ولكن علي كان مختلفًا قرر أن يخرج من هذا المكان البسيط والانفتاح أكثر على العالم، فكان يخرج كل يوم في اتجاه المدينة بهدف التعلم وشراء كتب.
وفي إحدى زياراته إلى المدينة لفت انتباهه كتب تتحدث عن التكنولوجيا الحديثة وصناعة آلات ميكانيكية تفيد المزارعين، وتقلل من تعبهم فبدأ في دراستها تدريجيًا لعله يجد فكرة تخدم قريته ويجعلها مشهورة و هكذا كان يتعلم كل ما يمكنه عن العالم الخارجي.
في يوم من الأيام قابل علي شابًا في عمره، حسن المظهر، يحمل على ظهره حقيبة كبيرة أثناء توجهه للمدينة واسمه يوسف، كان مخترعًا مبدعًا، درس بالخارج لـ3 سنوات، وله نجاحات عديدة في مجال التكنولوجيا والآلات الإلكترونية.
هنا تشجع علي أكثر لتبادل الحديث مع يوسف حتى يتعلم من خبرته وتجاربه في الحياة العملية، وبعد مدة طويلة من الحديث المستمر بين الشابين، فرح يوسف برغبة علي في تطوير قريته، وهنا اتفق الاثنان على العمل معًا في مشروع مشترك يفيد الفلاحين في الزراعة بشكل متطور ويقلل من تعب الفلاحين.
وهكذا انطلقت رحلة العمل بين الصديقين وبعد سنوات من العمل الجاد والتجارب، نجحا في ابتكار آلة زراعية متقدمة تجعل الزراعة أسهل وأكثر فعالية، وبسبب طموح الاثنين لتحقيق نتيجة جيدة أصبحت هذه التكنولوجيا مفيدة للقرية بأكملها وجعلت حياة الفلاحين أسهل.
وفي النهاية أصبح علي ويوسف مشهورين في القرية وخارجها، وباتوا قدوة للشباب يلهمونهم للسعي نحو السير لتحقيق أحلامهم والعمل عليها؛ لأن بالعزيمة والشجاعة يصبح الحلم حقيقة ولا يجب أن يستسلم الشخص عن أهدافه وطموحه مهما وجد من صعوبات في طريق التعلم والحياة العملية.