كان هناك رجل فقير اسمه بشير تبدو على ملامحه علامات والفقر، وفي الوقت نفسه عرف بأنه شخص متكبر وبخيل؛ لا يحبه الناس بسبب
عدوانيته، وكلامه المسيء، ولكن سعى أصدقاؤه كثيرًا لتغييره، وجعله إنسانًا آخر يحمل معه صفات الأخلاق الحميدة، ولكن دون جدوى.
وفي أحد الأيام أحس رفاقه بأن الوضع زاد عن حجمه، وأخلاقه السيئة تسوء أكثر فأكثر؛ لذلك اتفق الجميع على إرساله بعيدًا عله يعاني
قليلًا في مكان آخر دون رفيق له.
ذهب أحمد صديق بشير ليتحدث معه وأخبره بأن هناك كنز كبير في مدينة بعيدة ومن يحصل عليه يصبح من أغنى الناس ويعيش في
رفاهية طيلة حياته، ولكن الوصول إلى هناك ليس سهلًا فهل لديك الرغبة في الذهاب إلى هناك يا بشير؟
تردد بشير قليلًا، وأخذ يفكر بينه وبين نفسه لماذا لا أذهب حتى أودع حياة الفقر، واستمتع بكل ما لذ وطاب من طعام، لا أفكر في أحد آخر
غير نفسي ,ثم رد مسرعا على صديقه أحمد أنا لا أخاف من الصعوبات سأذهب فجسدي قوي، ولا أحتاج مساعدة من أحد لذلك أنا متأكد
من نجاحي لتغيير حياتي ومصيري .
فضحك أحمد بين نفسه وقال: أظن أن الأمر سينجح هذه المرة فرد قائلًا إذن بالتوفيق لك يا بشير في رحلتك ونحن ننتظر منك الأخبار
الجيدة .
ذهب بشير مسرعًا وأخذ معه بعض الخبز الجاف وبعض الزيتون الأسود وماء متوجها نحو رحلته، أخذ يمشي لساعات وساعات طويلة
حتى وصل مدخل الصحراء جلس هناك ليرتاح قليلًا، ولكن وجد بأن ماءه قد نفذ؛ شعر بخيبة أمل وبعد وهلة صغيرة رأى رجلًا عجوز،
شعره أبيض طويل وفي يده عصا خشبية ذهب إليه مسرعًا، وسأله بعض الماء فرد عليه العجوز ولم أعطيك مائي فأنا لا أشارك أشيائي مع
أحد ولا أريد المساعدة من أي أحد واختفى فجأة.
فتذكر حينها بشير نفسه وكلامه المسيء حين كان يتحدث مع صديقه أحمد بتكبر وغطرسة، فشعر بالحزن ونزلت الدموع من عينيه لأنه
أساء كثيرًا لصديقه الذي لم يتخل عنه فجلس على الرمل خائفًا ,رفع يديه نحو السماء وهو يبكي طالبًا السماح على كل أخطائه لأنه شعر
بأنه لن يتمكن من الخروج حيًا من هذه الصحراء القاحلة دون ماء تحت أشعة الشمس الحارقة، ودعا من كل قلبه أن تتاح له فرصة أخرى
حتى يصلح من نفسه وأخلاقه السيئة ليصلح علاقته مع صديقه الحنون.
بعد وهلة من الوقت غاب عن الوعي و فقد أمله حين أغمض عينه وحيدا في مكان مخيف مثل الصحراء لأنه لن يرى أحمد.
وبعد عدة ساعات استيقظ بشير ليجد بجانبه صديقه أحمد لم يصدق نفسه وظن بأنه في وهم أو حلم ولكن قال في نفسه حتى لو وهم فأنا أريد
أن أعتذر منك بكل صدق يا أحمد لاني كنت سيئًا معك لذلك أنا أتمنى حقًا لو أتيحت لي الفرصة حتى أعوضك على أخطائي.
فضحك أحمد واحتضنه وهو سعيد بكلام بشير وأخبره بأنه ليس في وهم لأنه موجود فعلًا بجانبه، لم يرتح حين ترك صديقه بمفرده يذهب
في رحلته لذلك بقي يتابعه من بعيد حتى يساعده إن واجه خطرًا أو مشكلة.
وهكذا استعاد بشير نفسه ووعد بأن يكون شخصًا جديدًا مع صديقه وبقية الناس يتمتع بالأخلاق الحميدة ويساعد الآخرين.
حينها ظهر الرجل العجوز حاملًا معه صندوق من الخشب مملوء بالذهب والأحجار الكريمة؛ قائلًا هذه مكافأتك بعد نجاحك في الاختبار
الخاص بالأخلاق الحميدة .
أخذ كل من بشير وأحمد صندوق الكنز وعادوا إلى قريتهما لتقديم المساعدة المالية لكل الناس هناك وأصبحت قريتهم قرية جميلة تجد فيها
كل الخيرات ويجد فيها كل شخص محتاج أو فقير المساعدة اللازمة.
تصوير: صورة تعبيرية - الأخلاق كنزًا لا يفنى
كتب/ت دعاء الحمامي
2022-04-17 00:00:00
الأخلاق الحميدة كنز لا يفنى
منذ سنتين
الأوزة الجميلة
منذ 3 سنوات