في ليلة عيد الحب، يتساقط المطر وينعم المحبون بلحظات من الرومانسية، يسيرون في الطرقات بأيد متشابكة، وتعلو الابتسامات كل الوجوه. كان ذلك المشهد في السنوات الماضية أما عيد الحب في العالم الحالي فأنا داخل غرفتي استمتع برائحة ومذاق طبق «المحشي» وتركت سهم «كيوبيد» على باب غرفتي.
اصطدم السهم حين نفذ من باب الغرفة بالثلاجة تذكرت أن سعرها اليوم تخطى الـ30 ألف جنيه، وأن مثل تلك الأسعار ربما تهدم الكثير من قصص الحب، التي رُمز إليها بـ«كيوبيد»
وهو طفل صغير حامل سهام الحب في العصور القديمة.
نفس الفكرة نطقها صديق لي باستغرابه من فكرة الزواج في الوقت الحالي، إذ وصلت أسعار الأجهزة الكهربائية لأسعار غير مسبوقة، في وقت اصطدم فيه عيد الحب العالمي الذي يأتي في 14 فبراير من كل عام بذلك الواقع في مصر.
تشهد مصر أزمة في معدلات الزواج بسبب ارتفاع أسعار الذهب وأسعار الأجهزة الكهربائية، إذ لا يستطيع أغلب الشباب الإقدام عليه، فوصلت عقود الزواج في العام 2022 إلى 929 ألفًا و43 عقدً، بتعداد 104 نسمة عدد المصريين في ذلك الوقت مما جعل حالات الزواج تمثل 1% فقط بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
كما تنعكس الأسعار على طقوس عيد الحب، فأسعار الشيكولاتة والورود وغيرها ارتفعت، وأصبحوا رفاهية الآن، وسهم «كيوبيد» لم يزر قلب الشباب منذ وقت طويل، لانشغالهم في محاولات النجاة من الأزمة الاقتصادية.
في ليلة عيد الحب، من الممكن ألا نرى مشهد العشاق على كوبري عباس، وهم حاملون الورد والقلوب الحمراء لارتفاع سعرها، فأصبح شبح الاكتئاب والخوف من المستقبل يراود يوميًا الشباب، فكيف سيفكرون في الحب؟.
فهي نهاية منطقية وحتمية للجيل الذي بات يتابع عن كثب اجتماعات البنك المركزي وقرارات الحكومة، بدلَا من قضاء الوقت مع الأحبة. أنا الآن افتقد الحب للحبيب، إذ تقف الأسعار عائقًا ضخمًا أمام تلك المشاعر كي تكتمل.