رحلة البحث عن الأمل في فيلم "خروج السيد رامبو"

تصوير: صورة لبوستر الفيلم - أرشيفية

كتب/ت مريم أشرف
2025-01-09 11:00:07

إذ كنت تتحسس من الفقد ولم تشعر بالأمان سوى مرات قليلة في حياتك، ستجد فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، مساحة جيدة لتعميق هذا الشعور، تشعر طوال الفيلم أن شريط حياتك يعبر أمامك يرافقه إحساس قلة الحيلة، تتذكر فيها كل المرات التي ظُلمت ولم تستطع أخذ حقك ممن ظلموك، لتكون  جزءًا في رحلة رامبو وحسن للبحث عن منفذ يجمعهم.

فيلم "خروج السيد رامبو" طُرح في 1 يناير الجاري بالسينمات، من تأليف محمد الحسيني، وإخراج خالد منصور الذي شارك في الكتابة، بطولة "رامبو" كلب بلدي مصري، و"حسن" الذي يجسد دوره الفنان عصام عمر، و"أسماء" التي تجسد دورها الفنانة الأردنية ركين سعد، وإنتاج محمد حفظي.

يزيد من عمق الشجن أغنية "شجر الليمون" للفنان محمد منير، التي يدمجها المخرج مع تسجيلات صوتية قديمة لوالد رامبو في عيد ميلاده الخامس، هذا المزيج يتيح لنا التعرف تدريجيًا على العلاقة التي تتسجد بين حسن ووالده، التي تتجسد في تسجيلات وصورة "التروسيكل"، ليتضح التباين بين علاقتهما في عيد ميلاده الخامس وعيد ميلاده الثلاثين. 

ثم يأتي ميلاد حسن في أواخر ديسمبر، حيث تهيمن الألوان الشتوية على الصورة والديكور، بما يتماشى مع توقيت عرض الفيلم. يبدو أن هذا الاختيار هو خطوة ذكية من صناع الفيلم لربط الأحداث الدرامية بالطقس والمناخ المحيط، بما يتناغم مع موعد عرض الفيلم.

يظل خط فقد حسن لوالده موازيًا للفيلم، وتتكشف الخطوط الأخرى التي تتضافر معًا، لتخلق حالة من البحث عن منفذ لرامبو بشوارع القاهرة، وفي الصباح الباكر ومنتصف الليل، يضع حسن كلبه "رامبو" على التروسيكل، ويجلس على مقعد السائق كما كان يفعل والده في منطقة عين الصيرة وشوارع مصر القديمة.

يخلق الفيلم علاقة خاصة مع الكلاب، من خلال تعبيرات وإيماءات رامبو الرقيقة، التي قد تعلمك قليلًا عن عالم الحيوانات الأليفة، وتميز الفيلم باللحن الرقيق، فضلًا عن الحوار البسيط ونسج الشخصيات والأحداث، التي تشير إلى آلام الفقد دون الحديث عنه.

الفيلم يشبه واقعًا مؤلمًا يشعّ منه ضوء أمل خافت؛ تبكي ثم تبتسم، يأتي البكاء نتيجة تذكرك حدث مشابه، ثم تبتسم بسبب تصرف عفوي لطيف من الكلب رامبو، ويكون بكاء يتأرجح بين الأمل واليأس، تمامًا كحياة حسن.

لكن الحقيقة أن تجربة الفيلم فريدة، تبدأ منذ لحظة دخولك السينما وعلمك أنه يُعرض في ثلاث مواعيد فقط يوميًا، ذلك لأن عرضه يتزامن مع عرض ثلاثة أفلام لممثلين ومخرجين ذوي شعبية جماهيرية، بينما "رامبو" هو أول أفلام خالد منصور، وبطولة ممثل شاب يشاركه في البطولة كلب؛ مما يضيف للفيلم طابعًا خاصًا ويجعل له منافسة جريئة في عالم السينما.

ينتهي الفيلم بأغنية شجر الليمون، لتتذكر في هذه الدقيقة المرات التي وقفت فيها عاريًا ووحيدًا تحمل ذكريات الأمان، مثل حسن ورامبو، وتسمع أصوات من فقدت أنت وصناع الفيلم: "وكل شيء بينسرق مني، العمر من الأيام، والضي من النني، وكل شىء حوليا يندهلي وجوايا بندهلك، يا ترى بتسمعني؟".