خطوط طولية وأخرى عرضية، جميعها باللونين الأبيض والأسود، ممتدة على وشاح طويل يُصنع من القطن الخالص، وكل نقشة فيه لها معنى أما تاريخي أو في نفوس أصحاب الأرض.. هو الوشاح الفلسطيني الذي انتشر مؤخرًا سواء داخل المحالّ أو على أكتاف من يدعمون ويتعاطفون مع القضية الفلسطينية.
بدأ الوشاح الفلسطيني كغطاء رأس، يرتديه أهل الريف والبدو في الشام وشبه الجزيرة العربية، ثم اشتهر إبان الثورة الفلسطينية العام 1963، التي كان للريفيين والبدو دور كبير فيها.
ليتحول إلى رمز يعبر عن الثورة وتأييدها، وخلال عام النكبة 1948، ومع الظهور التدريجي للمقاومة الفلسطينية أصبح الشال أحد رموز دعم القضية.
ومنذ معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، عاد ارتداء الشال رمزًا لتأييد المقاومة والقضية الفلسطينية، ضد عدوان الاحتلال الاسرائيلي ومجازره والإبادة التي يقوم بها في قطاع غزة، وفي مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وداخل منطقة دار السلام بمحافظة القاهرة، يبيع عبدالرحمن، صاحب محل ملابس، الوشاح الفلسطيني، يقول: «وجدت أن كثيرًا من الزبائن يسألون عليه، لذلك قررت بيعه في المحل الخاص بي دعمًا للقضية الفلسطينية وضرورة نشر ذلك الرمز».
ويبلغ سعر الوشاح الآن لديه 60 جنيهًا، يقول: «مصنوع من القطن وخاماته متوفرة في مصر يمكن لأي بائع شرائها بنفسه أو تصنيعها بمبالغ قليلة».
وعلى مواقع التسوق عبر الإنترنت؛ يصل سعر الوشاح الفلسطيني من 70 إلى 150 جنيهًا، ويكون الوصف المدون عليه: «شال فلسطيني للجنسين معبر عن الهوية والتراث الفلسطيني»، وتختلف بلد التصنيع منها المصري والآخر الصيني.
ويتكون الوشاح الفلسطيني من ثلاثة نقوش، كل نقش منهم له دلالة متعلقة بفلسطين، النقش الأول يشبه الشبكة ويعبر عن شباك الصيد؛ بسبب تقارب البحر المتوسط والأحمر من فلسطين.
والثاني يشبه أوراق شجر متتالية دلالة على شجرة الزيتون أحد رموز المقاومة، بينما النقش الثالث والأخير يمثل إطار الوشاح يعبر عن خطوط التجارة العالمية التي يتميز بها تاريخ فلسطين.
تحدثنا مع بائع آخر في نفس المنطقة، يقول محمد أحمد، بائعًا في محل ملابس، أنه يقلق من بيع الوشاح الفلسطيني؛ بسبب ارتباطه بأحداث سياسية وقعت في مصر خلال العام 2013، لذلك يخشى أن يتم حسبه على الانتماء لحزب أو جماعة وبالتالي يقع في مشكلة سياسة.
ذلك ما حدث مع مها مختار، اسم مستعار، طالبة في جامعة حلوان، في أثناء دخولها الجامعة، إذ مُنعت من قبل الأمن بسبب ارتدائها الشال الفلسطيني، وأبلغها فرد الأمن أن تخلعه وتضعه في حقيبتها حتى يسمح لها بالدخول.
في نفس الوقت تحاول هدي محمد، 28 عامًا، أن تجد الوشاح الفلسطيني منذ بداية الأحداث حتى ترتديه إلا أنها لم تجده: «أغلب البائعين أخبروني أن أتوجه إلى الموسكي والعتبة وهناك يتوفر بكثرة».