مثل الطيور حين تخرج إلى السماء، أطلقت سبع فتيات من عزبة خير الله قصصهن خارج العزبة إلى النور، كان لديهن ما يعتقدن أنه يستحق أن يروى في معرض "اشمعنا حكايتنا"، الذي انطلق في وسط البلد بتنظيم جمعية "تواصل" ومبادرة "تمكين”.
خرجت أخيرًا قصص الفتيات في المعرض إلى النور، عبر صور قاموا بالتقاطها، بعد شهور قضوها في ورشة للتصوير قدمتها الجمعية والمبادرة.
درب المصور، علي الزرعي، سبع فتيات أعمارهن بين 18 و24 عامًا، على أساسيات التصوير الفوتوغرافي، وكيفية إنتاج قصصهن من رؤيتهن لعالمهن في عزبة خير الله.
على جدران المعرض عُلقت الصور التي التقطتها الفتيات، كل صورة تروي قصة.
سلطت مريم ناصر وسيمون وهيب الضوء على الأطفال تحت السن والمتسربين من التعليم، تقول مريم لـ"صوت السلام": “عددهم بالعزبة أكثر مما نتخيل".
لكن مريم، قررت تصويرهم في أثناء عملهم في تنظيف الشوارع والعمل في الورش، سعيًا لإطلاق جرس إنذار بصورها.
ثلاثة أشقاء عائدين من العمل، كان شكل الصورة التي التقطتها سيمون، تحدثت معهم عن أحلامهم للعمل في مهنة أخرى، تقول: “ظروف الحياة أجبرتهم على العمل".
تذكر مريم أنها شعرت بالخوف لكونها بنتًا تقوم بالتصوير في منطقتها، لكنها قررت ألا تهرب من هذا التحدي ومن النظرات التي تقلقها، ومع مواجهتها لتلك النظرات بدأت تقل تدريجيًا، وتثق في نفسها أكثر.
كما شاركت دنيا جابر في المعرض، على الرغم من أنها أم لطفل عمره عام ونصف، اهتمامها بالتصوير دفعها للتعلم، حصلت على دعم وتأييد زوجها ووالدتها، وشاركت بقصة زوجين كفيفين من صناع المقاعد من خشب البامبو بالعزبة، جذبها للقصة التحدي واختيار حرفة مهمة.
تعلمت دنيا في الورشة التفكير قبل التقاط صورة في مدى جودة عناصرها، واختيار الزاوية، كما اختبرت تجربة أن تكون في فريق عمل، بعد عملها وحدها لسنوات كفنانة ماكياج "ميكاب ارتست".
اتجهت إنجي نادر، لتخصيص صورها لرصد حياة من هم فوق سن الخامسة والستين، تعرفت إلى أحاسيسهم عن اقتراب الموت وانتهاء الطموح، موضحة سبب اختيارها لأن الفنون تبخس حق هؤلاء في أن يحكوا عن مشاعرهم.
لا تعتقد إنجي أن قيامها بالتصوير في الشارع أمر صعب، فهي تطلب تصوير معارفها بالمنطقة، لكنها واجهت الخوف من التصوير بالكاميرا في المنطقة، لكن وجود منظم ومتابع من جمعية "تواصل" يطمئنها.
إقبال الزوار أحدث فرحة لشيماء عرفة، تبتسم وهي ترى إعجاب الزوار بصورها، تطمح إلى المشاركة في معارض أخرى، ثم افتتاح "أستوديو" خاص بها.
التقطت شيماء صورة "بورتريه" لصاحب المنزل الريفي الوحيد بالعزبة، لأنه يذكرها بمنزل جدتها في قنا، كلما افتقدته تمنعها المسافات، تمر أمام منزل هذا الرجل فتشعر أنها أكثر صبرًا الآن، ويمكن أن تنتظر إجازة الصيف حتى تسافر إلى جدتها.
تتذكر شيماء تعليق بعض العابرين وقت تصويرهن والسخرية منهن، هذه السخرية أدخلتها في حالة مزاجية سيئة، لكن فرحتها بالمعرض وإصرارها على التصوير جعلها تشعر بمشاعر أفضل.
يقف البنات في دائرة ويستقبلون زوار المعرض حتى يسردوا لهم قصصهن، بينما يزين الجانب الخاص بالمعرض لوحة "سبع بنات" وأسمائهن "انجي ودميانة ودنيا، شيماء وشيماء وسيمون ومريم".