نظرات اندهاش وغرابة.. كلمات لاذعة.. انتقادات سلبية، مشاهد متكررة في حياة تقى بلال، ذات الـ22 عامًا، والتي اختارت "الأسكوتر" وسيلة لتنقلها في شوارع مدينة المنصورة.
تخبرنا "تقى" التي تخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنصورة، أن "الأسكوتر" كان هدية لأخيها، وعندما جربته وجدت قيادته سهلة، والتنقل به يوفر الوقت والجهد، خصوصًا في زحام شوارع المنصورة.
وتكمل: "كان أكثر آمانًا بالنسبة لي، سواء من خطر العدوى بكورونا، أو التعرض لأي مضايقات بالركوب بجوار أحد في المواصلات العامة، فاعتدت ركوبه سواء كنت وحدي أو بصحبة إحدى صديقاتي".
"لم تكن هذه المرة الأولى التي أواجه فيها الشارع، فمنذ عملت في التصوير والصحافة واجهت نظرات السخرية والاندهاش، ومن قبلها عندما اخترت رياضة كرة القدم في أحد الأندية" تقولها تقى بشيء من الثقة.
وتتابع: "فكرة أن الفتاة تقوم بعمل شيء غريب عن المجتمع، دائمًا ما تصاحبها نظرات الاستنكار والمضايقات، بالرغم من أنها أمور عادية، فأنا لا أوذي أحد، ولا أفعل شيئًا خاطئ، لكن مجرد تجربة شيء جديد يجعلني أقابل تلك الانتقادات حتى في العمل".
وبشيء من السعادة تكمل: "من بين كل الكلام السلبي، تأتي الكلمات الحلوة، والتشجيع فيغطي على أي سلبيات؛ وبالتأكيد تحزنني الانتقادات السلبية لكنني لم أعد اهتم بها، أو كيف ينظرون لي.. لم يعد أكثر ما يهمني".
"في بنات كتير نفسهم يركبوا سكوتر زيي ولكن فى كتير من الأهالى رافضين تعرض بناتهم لمضايقات ومعاكسات".
وتؤكد تقى أن المجتمع بحاجة لتربية النشئ على احترام الآخر، والتشديد على أن أي امرأة أو فتاة تسير في الشارع، لا يحق لأي فرد مضايقتها في أي مكان.
وعن أحلامها؛ تشير إلى أنها تتمنى خلال الفترات المقبلة فى مصر، ألا تتعرض أي فتاة اختارت ركوب "سكوتر" أو دراجة أو غيرهما لأي مضايقات، لافتة إلى أن كثير من الفتيات تتوجه لذلك الاختيار هربًا من الاحتكاك في المواصلات، أو الاعتماد على الأب أو الأخ في الحركة.
كما تشير إلى أهمية إعطاء الأهالي لفتياتهم الفرصة والثقة في انفسهن للتجربة، "فأي فتاة تستطيع مواجهة أي شيء في الشارع، وتستطيع التصرف معه".
هكذا عبرت تقى ليس فقط عما تواجهه من تضييقات ونظرات تنتقد أحلامها هي فقط، ولكن عما تواجهه كثير من الفتيات يوميا مهما اختلفت اختياراتهن والأماكن التي يقيمون فيها.
وتختم: "أحلام بسيطة أتمناها ككثير من الفتيات؛ فنحن بحاجة لاحترام البنت وما تفعله، وعدم تعريضها للمضايقات، والنظرات السلبية لأشياء عادية اختارتها فى يومها؛ فليس لمجرد كونها فتاة تختلف النظرة لكل أفعالها!".