قبل 4 سنوات، قرر الشاب الطموح عمر مجدي الجندي، أن يخطو خطوة جريئة نحو تحقيق حلمه الخاص. فرغم الإمكانيات المادية البسيطة للشاب ذي الـ26 عامًا وظروفه المتواضعة، أطلق مشروعه الأول، وهو محل صغير لألعاب "البلايستيشن"، كلفه حينها مبلغ 15 ألف جنيهًا.
لم يكن طريق عمر مفروشًا بالورود، فقد واجه منذ البداية تحديات كبيرة، مثل صعوبة الترويج للمحل، وقلة العملاء في بداية المشروع الذي انطلق بعدما جمع مبلغ بسيط من "تحويشة عمله السابق" بورشة حدادة استمر في العمل بها لمدة 3 سنوات، وكان يحصل على يومية تتراوح بين 100 إلى 120 جنيهًا، حينها كان قد أنهي تعليمه ليحصل على "دبلوم الصنايع".
يحكي لنا عمر، أنه استمر في عمله بالورشة، وأخذ يدخر أموال بسيطة حتى جمع المبلغ ليبدأ مشروعه الصغير، فبدأ بجهازين فقط، واستمر في تجميع الأموال ليشتري أجهزة أخرى.
إصرار لا ينقطع
وعلى الرغم من المنافسة الكبيرة من المحلات الأخرى، لكن عمر، الذي امتلك شغفًا لا حدود له، كان مؤمنًا بقدرته على النجاح، فلم يدعْ الصعوبات تثنيه عن تحقيق هدفه.
مع مرور الوقت، بدأ عمر بتطوير مشروعه، حيث أدرك منذ البداية أن سر النجاح في أي مشروع صغير يكمن في التطوير المستمر، فحدّث الأجهزة الموجودة في المحل لتواكب أجدد إصدارات ألعاب الفيديو، كما عمل على تحسين ديكور المكان ليخلق بيئة مريحة وجاذبة للزبائن، خاصةً عشاق الألعاب الذين يبحثون عن تجربة ممتعة ومتميزة. تطور المحل بشكل ملحوظ، وأصبح وجهة مفضلة للشباب في منطقته.
حدود الطموح
بدافع شغفه الكبير بعالم الألعاب، قرر عمر خوض مغامرة جديدة. أراد أن يشارك هذا الشغف مع جمهور أوسع، فبدأ بتصوير محتوى ألعاب الفيديو ونشره على منصة يوتيوب. كان يطمح لأن يقدم محتوى ممتع ومفيد لعشاق الألعاب، وأن يبني لنفسه مكانًا في عالم صناعة المحتوى الرقمي. لكن البداية لم تكن سهلة على الإطلاق. واجه عمر الفشل في أكثر من ثلاث محاولات لإطلاق قناته "الجندي جيمينج"، كانت هذه المحاولات مليئة بالتحديات، من نقص الدعم إلى ضعف التفاعل مع المحتوى الذي كان يقدمه.
أول خطوة
خطوات تحقيق حلم عمر لم تكن سهلة، فعن بداية محاولاته لتنفيذ مشروعه قال: "فكرت أقدم محتوى جيمنج على اليوتيوب، وفعلًا عملت أول قناة، ووصلت لعدد كبير من المتابعين وحصلت على مشاهدات جيدة، ولكن للأسف القناة أغلقت ولم أعرف السبب، وتكرر الأمر معي بعد تأسيس قناتين أخريتين، لكن كان شعاري هو أنني عليّ الاستمرار والتحلي بالصبر، حتى توفقت، وحاليًا عندي قناة ناجحة على اليوتيوب".
المحتوى
يقدم عمر، محتوى ألعاب على اليوتيوب، يشرح فيه للــ"جيمرز" مميزات وعيوب كل لعبة وتفاصيل الألعاب الجديدة، ويفسر ذلك "بطلع أتكلم عن اللعبة وأشرحها بالتفصيل وبوصل المعلومة للمشاهد بتاعي بطريقة سهلة، بصور فيديوهاتي بموبايلي وأنا اللي بعمل المونتاج على الكمبيوتر ثم برفع الفيديو بعدها على اليوتيوب".
استغل عمر تجاربه الفاشلة كفرصة للتعلم، وأعاد صياغة استراتيجيته، بفضل عزيمته وإصراره، وتمكن من التغلب على عديد صعوبات، ومن بينها أنه في البداية لم تكن لديه أي خلفية عن مونتاج الفيديو، ولم يستطع تنفيذ الصور المُصغّرة بدقة على اليوتيوب، بعدها أطلق في النهاية قناته الناجحة "الجندي جيمنج"، وحظى المحتوى الذي يقدمه بتفاعل جيد، حيث تميز بالتنوع والجودة، فعمر كان يحرص دائمًا على تقديم محتوى يرضي ذوق جمهوره، مستمعًا لآراء ومتطلبات متابعيه.
التفاعل هو السر
يؤكد عمر بقوله: "الجندي جيمنج" ليست مجرد قناة ألعاب عادية، بل هي منصة تفاعلية تجمع بين المتعة والفائدة، حيث يقدم عمر لجمهوره أحدث أخبار الألعاب، وكذلك نصائح للاعبين، ومراجعات لأحدث الإصدارات.
ويعتبر عمر جمهوره العنصر الأهم في نجاحه، مؤكدًا أن دعم المتابعين كان السبب الرئيسي في وصول قناته إلى ما هي عليه الآن، كما يضيف عمر "المحتوى المقدم في القناة يتم من خلال تصوير الفيديو أثناء لعبه بالمحل الخاص به، وأحدد بنفسي المحتوى الذي سيتناوله اللاعبين، فمقدم المحتوى يجب أن يكون لبقًا، وأن يقدم معلومة مفيدة، لأن جمهور الألعاب كبير، وكذلك أهتم بضبط الإضاءة قبل التصوير، كي أقدم جودة جيدة في مقاطع الفيديو".
لا يرى عمر النجاح كنهاية الرحلة، فبالنسبة له النجاح هو نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. يطمح إلى تطوير قناته بشكل أكبر، من خلال إضافة محتوى مبتكر.
بداية الطريق
يحكي لنا عمر قائلًا: "تجربتي تحمل رسالة عميقة لكل شاب، وهي إن التغلب على الصعوبات والثقة في النفس والعمل الجاد هما الطريق لتحقيق أي هدف، من خلال رحلتي أثبت أن البداية المتواضعة لن تكون عائقًا أمام تحقيق الأحلام، وإن الفشل مش نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من النجاح".
ويواصل عمر حديثه "قصتي مصدر إلهام لكل واحد بيحلم يصنع لنفسه مكان في الدنيا دي. الإصرار والمثابرة هما المفتاح الحقيقي لتحقيق المستحيل، ومهما كانت التحديات كبيرة، بالإيمان بالنفس والطموح تقدر تحقق اللي نفسك فيه".