في العام 2021، كان رأس الدكتور حسن محسن، المدرس المساعد بقسم الرياضات الجماعية وألعاب المضرب في كلية التربية الرياضية جامعة المنيا، يعج بالأفكار حول اختيار موضوع رسالة الماجستير الخاصة به، كان يريد شيئًا مختلفًا غير معتاد الحديث عنه، لا سيما أن تخصصه نادرًا ونوعي.
بعد رحلة بحث استقر الدكتور على اختيار رياضة البادل، ربما لأنها غير معروفة للكثير وتمثل شيء غير معتاد على الأغلب، لتخرج رسالته بعنوان: «تأثير تدريب الأساتك المطاطية باستخدام أرضية غير ثابتة على بعض القدرات البدنية والمهارية للناشئين في البادل»، ويناقشها في 28 يناير الماضي.
البادل رياضة تستخدم المضرب، لكن تختلف عن التنس الأرضي، إذ تُلعب بشكل زوجي في ملعب مُغلق أصغر من حجم ملعب التنس.
أثنت لجنة التحكيم على رسالته وقالت أنها أول رسالة علمية عن تلك الرياضة في أفريقيا والشرق الأوسط، وتكفلت جامعة المنيا بطبعها وتوزيعها على جميع الجامعات المصرية والاتحاد المصري والاتحاد العربي.
«المنياوية» أجرت حوارًا مع الدكتور حسن عن رسالته وخاضت معه رحلته السابقة. يقول: «بدأت فيها حين كنت أشغل منصب مدير لجنة التحكيم بالنادي الأهلي ولاعب بادل في النادي، لذلك بحثت خلف تلك الرياضة وتناولت في الرسالة عدة نقاط، منها الإعداد البدني، وكانت عينات للناشئين في البادل من محافظة المنيا».
يوضح أن سبب اختياره لموضوع الرسالة هو حب الاختلاف والمشاركة في الأشياء الجديدة: «عندما أرى مجالًا جديدًا أحب أن أكون أول من يتحدث عنه، وكان والدي والدي هو الداعم ومثلى الأعلى».
يضيف: «حين دخلت هذا المجال أحببته كثيرًا وتعلقت به، وأقضي وقتًا طويلًا داخل الملعب، وأبحث في هذه الرياضة واستمع إلى فيديوهات واقرأ في كتب عنها، وحينما حصلت على كورس الاتحاد الدولي أثقلت معلوماتي عن هذا المجال».
وعن لجنة مناقشة الرسالة بالجامعة، يقول: «كانت عادلة فأنا أقدم فكرة مختلفة وجديدة، وجئت من المنيا، وهو أمر غير معتاد على أبناء الصعيد، فأنا ولدت العام 1997 ودرست في كلية التربية الرياضية وعينت بها لذلك اخترت موضوعًا مختلفًا في الرسالة وأن تتم مناقشته في جامعتي».
يحلم الدكتور حسن أن يدرب منتخب مصر للناشئين في البادل، والعمل مع الاتحاد المصري للبادل على مشروع الألف ناشئًا ليكونوا في منتخب مصر.
لا تتوافر معلومات كثيرة عن رياضة البادل لا سيما في مصر، لكن الدكتور حسن حدثنا عن تاريخها الذي بدأ في 1969 داخل المكسيك، على يد رجل الأعمال "انريكي كوروكوريا"، الذي كان لديه ملعب تنس، وعندما كبر في السن لاحظ أن الملعب صغير وتخرج منه الكرة فقرر أن يقوم بعمل سور من الأسمنت لمنعها من الخروج، فكانت بداية الفكرة، ثم تأسس الاتحاد الدولي للبادل العام 1991 ودخلت اللعبة مصر في العام 2014.
كان أول من أدخل لعبة البادل في مصر هو كابتن سيف أبو سنة، مدرب منتخب مصر للناشئين في البادل وعضو الاتحاد الدولي، قام بعمل أول ملعب في التجمع الخامس بالقاهرة، وساهم في تأسيس الاتحاد المصري للتنس خلال العام 2018، وظلت رياضة البادل خاضعة لاتحاد التنس حتى استقلت عنه في العام 2022.
وانطلق الاتحاد منذ ذلك التاريخ في المشاركة ببطولات دولية، منها بطولة الأفرع الآسيوية التي شارك منتخب مصر فيها بعد إنشاء الاتحاد بستة أشهر، وفاز بالمركز الأول ثم صعدوا إلى كأس العالم وحققوا المركز الـ14.
وعن البطولات المحلية، يقول الدكتور حسن: «يشارك فريق البادل في بطولة دوري الأندية التي يعلنها الاتحاد مع نادي هليوبولس ونادي نيو حيز ونادي سبورتنج، لأن رياضة البادل أصبحت منتشرة في مصر».
يرى حسن أن رياضة البادل مكلفة وليست من الألعاب الشعبية وتقتصر على طبقة معينة، مبينًا أن هناك أندية ترعى لاعبي التنس لكن ليس كلها مسجلة في الاتحاد المصري والاتحاد الدولي، لأن عدد اللاعبين والمدربين قليلًا، ففي مصر يوجد نحو 30 مدربًا معتمدًا و12 نادي فقط مسجلين في الاتحاد المصري.