أدهم، شاب يبلغ من العمر أربعين عامًا، شخص ناجح وذو سمعة جيدة، يعيش في منزل فاخر ويمتلك العديد من السيارات الفخمة، كما أنه يعمل بشركة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط، ويعتبر واحد من أغنى الرجال في الوطن العربي.
تتكون عائلته من أربع أفراد، كارمن، زوجته وربة المنزل، ٣٥عامًا، ابنته الكبرى، تسمى "فريدة"، وهي طالبة بالصف الثالث الإعدادي، ومنى، أختها الوسطى تبلغ من العمر عشر سنوات، أما محمد، فهو الأصغر بينهم، ولا يزال يتعلم خطوات عامه الثاني.
تعرّف أدهم على شخص يدعي كامل، كان يعاني من كثرة الديون التي لم يستطع سدادها، فيما توالت وصول الإنذارات لغلق مصنعه بسبب الديون المتراكمة عليه، وذات يوم أتت الشرطة وأخذت كامل إلى السجن، وبعد مدة من وجوده في السجن عرف أدهم واستطاع سد ديونه وإخراجه من السجن، كما ساعده في إعادة فتح المصنع مرة أخرى.
في هذه الأوقات، كانت أحوال شركة أدهم في أفضل حالاتها، وبعد فترة تدهورت أحوال الشركة للأسوأ، وظلّ هذا الحال لمدة شهرين، حتى أفلست الشركة، وبدأ أدهم ينفق من المال المتبقي بالمنزل، واضطر إلى بيع جزء من أثاث المنزل، وبدأ البحث عن عمل حتى يتمكن من الإنفاق على عائلته في تلك الفترة، قبل أن ينفد المال المُتبقي معه.
لم يجد أدهم عملًا، وازداد حال الأسرة سوءًا، فباع ممتلكاته؛ السيارة والمنزل. تغيرت حياة أدهم، وبعد ثلاثة أشهر أصبحوا يعيشون في شقة بالإيجار.
وذات يوم أتى مالك الشقة لأخذ الإيجار المتأخر لمدة شهرين، لم يكن مع أدهم أية نقود، فطردهم من المنزل لتبدأ رحلة جديدة من حياتهم في الشارع .
بعد أسبوع، وأثناء مبيتهم في الشارع، رآهم كامل، عرفه أدهم على الفور، وذهب إليه مسرعًا، لكي يبلغه بما حدث له ولعائلته، قرر كامل بعد سماع قصة أدهم مساعدته بالعمل معه في المصنع، واصطحبهم معه إلى منزله ليسدّ معروف أدهم، قائلًا له "ما فعلته سيرُدّ لك".
في صباح اليوم التالي ذهب أدهم مع كامل إلى المصنع، عرض عليه منصب مدير قسم الواردات، كما عمل كمترجم مُستغلًا موهبته في إتقان الإنجليزية والفرنسية، بعد وقت نجح أدهم في كسب المال.
وعاد أدهم لمسار حياته الصحيح، ليبنيه مرة أخرى، حيث استعاد منزله، وبدأ بإعادة شركته من جديد، وفي أول أيام افتتاح شركته، وضع لافتة على بابها، كتب عليها: "الكارما حقيقة، ما تفعله سيُرد إليك".