تأتي الأعياد دائمًا مصحوبة بالبهجة والسعادة، ولأن الفرح لا يمتلك هوية مُحددة، فيفرح الجميع من المراهقين والبالغين وكبار السن بقدوم العيد ويجهزون أنفسهم للقائه، لكن الأطفال يبتهجون على نحو مُختلف، فالعيد بالنسبة لهم كالحديقة المليئة بالأزهار المُتنوّعة ألوانها، حيث يملؤوا الأجواء بهجة باللهو في كل مكان.
وتتمثل إحدى مظاهر فرحة الأطفال بالأعياد في ارتداء الملابس الجديدة، إذ يشتري الوالدان ملابس جديدة لأطفالهم تعبيرًا عن ترحيبهم بالعيد، ويتكرر ذلك في عيد الفطر والأضحى، كما يجتمع الأهل والأقارب، ويلتقي الأطفال ببعضهم للهو واللعب، ولا يُمكن أن نغفل تناول الحلوى وكعك العيد وشراء البالونات والرسم على الوجوه.
ومن بين العادات المُصاحبة للأعياد، هي "العيدية"، المبلغ المالي السحري الذي يُمنح للطفل في أول يوم العيد ليشتري به ما يريد، وهو عرض خارق يُقدّم سنويًا في الأعياد فقط، يجعل أحلام الأطفال في متناولهم، وعلى مائدة مفتوحة أمامهم، حلم يبدأ بشراء ما يريدون وينتهي بفرصة الخروج من المنازل إلى أماكن التنزه.
لا يقتصر العيد على مظاهر مادية، المتمثلة بالعيدية والملابس وغيرها، لكنه بالأساس فرصة لغرس معاني مثل الإحسان والعطف على الفقراء في نفوس الأطفال، كذلك توجيههم لأهمية صلة الرحم وزيارة الأقارب والأصدقاء.
ومن وجهة نظري أرى أن العيد فرصة للراحة فقط، فلا ننعم بالبهجة سوى في أوقات محددة منها صلاة العيد وزيارة الأقارب وصحبة الأصدقاء، ما عدا ذلك يعمّ الصمت وأنام معظم أيام العيد.
لديّ روتين خاص بي اعتدت على القيام به خلال العيد، أولها الاستعداد له من شراء ملابس جديدة، كذلك تنظيف المنزل وترتيبه، تلك المعركة التي تستمر حتى آذان فجر يوم العيد، وبعدها تبدأ مباراة الاستحمام التي نتنافس فيها أنا وأخواتي على من يستحم أولًا، بعد ذلك أذهب لصلاة العيد مع أصدقائي، ونلتقط صور تذكارية سويًا. في اليوم الأول أذهب مع عائلتي إلى المقابر لزيارة قبر خالي وقبر والدي الذي فقدته وأنا في الرابعة من عمري، وأرى أشخاص كثيرة جدًا يزورون المقابر في هذا اليوم.
بعد ذلك نتوجه للتجمع العائلي ونلعب مع أقاربنا من الأطفال لعب الغميضة أو لعبة "ليدو" ولعبة الكروت، أما الكبار فيلعبون الشطرنج، حاولت ذات مرة الانضمام إليهم، وبالفعل قاموا بإفهامي بكيفية اللعبة، لكني خسرت فيها من ثالث تحريك.
وفي اليوم الثاني أخرج مع أسرتي إلى الحدائق، أما اليوم الثالث مُخصص للأصدقاء، حيث نذهب لأكل البيتزا والآيس كريم في أحد النوادي ونعود للمنزل مرة أخرى.