يقف العالم كله مكتوف اليدين منذ ما يقارب 4 أشهر أمام عدوان الاحتلال الاسرائيلي الغاشم على غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة منتهكًا كافة القوانين والأعراف الدولية ومستهدفًا إبادة جماعية تطيل المدنيين والبيوت والبنية التحتية وكافة المرافق والخدمات العامة وتجعلهم في حصار غاشم، دون أن يستطيع أحد فعل شيء.
نعيش في أحزان وأوجاع لا تصفها الكلمات كلما تابعنا الأحداث وسمعنا كلماتهم تتردد على مسامعنا ولا يمكن أن يتم نسيانها.
حتى الآن أتذكر هذه العبارات التي تؤلم القلب: «هاي أمي بعرفها من شعرها، بدا أمي تكون عايشه، اسمه يوسف ٧ سني شعره كيرلي ابيضاني وحلو، يا عالم جيبولي بنتي، فداء القدس فداء القدس، مين ضل عايش، بدا شعره منه، خليه في حضني، قولي إنك عايشة يما، هذه روح الروح..».
والكثير والكثير من العبارات التي تؤلمنا، وأصبح العالم كله يتحدث عن القضية الفلسطينية.
ولكن في ظل هذه الآلام يوجد ألم ثاني بدولة أخرى، وهي السودان كان العالم يتحدث عنها بعدما بدأ فيها خلال منتصف أبريل الماضي حرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان «حميدتي»، واضطر الملايين من السودانيين بترك منازلهم والذهاب إلى دول مجاورة.
منذ فترة قريبة انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، استغاثات من نساء سودانيات يطلبن المساعدة السريعة بسبب تعرضهن للاغتصاب بطريقة وحشية، كان منهن نساء يسألن شيوخًا هل الانتحار في تلك الظروف حرامًا؟ والبعض منهن يطلبن حبوبًا لمنع الحمل.
فجأة خلال شهرين، انقلب العالم أصبح مظلمًا كثيرًا، وأصبحنا نقف في المنتصف لا نعرف نبكي على السودان أم فلسطين ونساعد أي دولة؟، وأي دولة أخرى عليها الدور في الحرب؟.
نقف هكذا مكتوفي الأيدي نرى الإبادة التي تحدث في الدولتين دون أي رد فعل منّا.
أصبحنا نطالب بالحقوق أمام المؤسسات المعنية التي أثبتت لنا أنه لا يوجد حقوقَا للإنسان والنساء، كلها أكاذيب وخدع، وأصبح كلامنا عن الحقوق محض هراء.
في كلاهما، يسقط الضحايا من الأبرياء، مدنيون، كان من المفترض أن يكونوا في مثل هذا الوقت آمنون، وإن تعدي عليهم أحد، كان من المفترض أن تحميهم القوانين، التي تبدو أنها معطلة حاليًا ولا جدوى لها.