وأنا صغيرة بالمرحلة الابتدائية، كانت معلمة الدراسات الاجتماعية تعاقب الطلاب على نسيان الكتاب المدرسي أو "الكراسة"، فمثلًا تأت إلى الفصل حاملة عصا خشبية وتضرب بها على اليد، كنت أخاف جدًا عندما أنظر إلى أصدقائي الذين يُضربون على أيديهم، وإذا قررت عدم استخدام العصا، تمنعنا من الشرب أو الذهاب إلى المرحاض أثناء الحصة.
أما مدرسة الرياضيات فكانت تضربنا على الجسد بخرطومها الأخضر إذا رأت أي محادثات جانبية، ونحن كأطفال لا نعرف كيف نشكو للمسئولين، لأن هذا التصرف يصدر من جميع المعلمين والمعلمات، فلماذا أنتم كمعلمين مربّين أجيال تضربون الأطفال حتى إن كان السبب صغيرًا؟
هذا الاسبوع عادت الدراسة للفصل الدراسي الثاني، من المفترض أن نسعد لمقابلة أصدقائنا من جديد والخروج من المنزل وممارسة الأنشطة، لكن على أرض الواقع هذا لا يحدث، فكثير من الطلاب/ الطالبات ممن يعلموا أنهم قد يتعرضوا لأي شكل من أشكال العنف، لا أعتقد أنهم سيعودوا بهذا القدر من السعادة أو الحب للمدرسة.
ولا أجد أي تبرير لصمت المدرسة نفسها وعدم ردعها للمعلمين الذين يستخدموا الضرب كنوع من التأديب لنا، رغم أنه في الحقيقة، لا أرى سوى أن زميلاتي يتضررن جسديًا، ونفسيًا. فحتى من لا يضربون يؤذونا بكلمات مؤذية أو بشتائم وكلمات سيئة.
من قال أن هذه الطرق تغيرنا للأفضل من الأساس؟ إذا ضُربت سأكره المدرسة، والتعليم والمادة والمدرس، وأعتقد أن الكره الذي ألاحظه بين كثير من الطلاب تكون تجاربهم السيئة أثناء الدراسة هي سببه الأساسي.
لماذا لا نتبع أسلوبًا جديدًا مع الأطفال ونقدم لهم الرعاية ونمنع الضرب والكلمات السيئة، فهذه الأفعال لا تحدث فقط في المدارس الابتدائية فحسب، بل تحدث أيضًا في المرحلة الثانوية، وإذا تقدمت للمرحلة الجامعية ستجد هناك من الأساتذة الجامعيين من يظن أيضًا أن نهر الطلاب أو تعنيفهم أحد الأساليب التربوية.