كان لدي 12 سنة حينما كنت أشاهد كارتون على قناة MBC3 يتحدث عن فتيات يلعبن كرة السلة. لم أكن أمارس وقتها أي رياضة، كان وقتي بين المنزل والدراسة فقط. أعجبت بالكارتون وثار لدي فضول أن ألعب مثلهن، في الحقيقة قدم الكارتون ممارسة الرياضة على أنها نشاط جميل وهو يعرض حركاتهن السريعة وتعاونهن بين بعضهن البعض ومشاعرهن في لحظات الفوز والخسارة.
دفعني الاهتمام باللعبة إلى البحث عن مكان أستطيع أن أتدرب عليها في أسوان، شجعني والدي ووالدتي، وأخبروني أن هناك فريق في نادي أسوان الرياضي، وإذا أردت الانضمام عليّ أن أدفع الاشتراك من مصروفي.
هذا هو سلوك والديّ لتشجيعي وأخوتي على تحمل مسؤولية قراراتنا، لذلك ادخرت من مصروفي والأموال التي جمّعتها من الأعياد حتى دفعت الاشتراك الشهري، واشتريت الزي الخاص بالتدريب، وبحماس شديد ذهبت إلى اليوم الأول.
انتهت فرحتي بمجرد أن انتهت ساعات تدريبي الأول، فالألم الشديد في عضلات قدمي وجسدي كله، وحركتي الشديدة، جعلني حزينة ومحبطة، واعتقدت أن المشكلة فيّ. أخبرني أخوتي أن هذا طبيعي نظرًا لأنها تجربتي الأولى في ممارسة الرياضة، وأن هذا سأعتاده بمجرد أن تزداد تدريباتي وتقوى عضلاتي.
لكني مع شعوري بالألم في اليوم التالي، قررت التراجع، قلت في نفسي، "لست مستعدة، سأكمل الشهر حتى لا تضيع عليّ قيمة الاشتراك ولن أجدد الشهر الجديد".
كنت كلما ذهبت، وشعرت بالألم، أو تكرار نفس التدريبات، أعتبر أنها مملة، ولا أريد أن أتحمل هذا الألم مجددًا.
ومع بداية الشهر الجديد، ذهبت بالفعل للمدرب كي أخبره أني لن أستمر مع الفريق وأني أتنازل عن الزي لأي فتاة أخرى، إلا أني وجدته يطلب مني الاستعداد لدخول التدريب "التقسيمة". تجاهل حديثي ودفعني للاستمرار وكأنه يعلم أن هذا أمر معتاد من ألّا نصمد أمام الأمور التي تحتاج إلى الصبر الطويل.
لا أعلم ماذا كان سيحدث إذا كنت انسحبت من الفريق بالفعل، كانت ستكون نفس تجربة انسحابي من السباحة، التي أتذكر الآن أني توقفت عنها لنفس الأسباب تقريبًا، الألم والملل من طول مرحلة التعلم.
استكملت التدريب مع فريقي الذي أشعر بالسعادة والحماس الآن أني لا زلت فيه، وأني تعلمت منهم الصبر، وأن أي سعي إلى نجاح أو فوز يحتاج إلى الاعتياد على هذه الأمور المتكررة، التي بدلًا من أن نراها مللًا ننظر إليها على أنها سببًا لإتقان فعلٍ ما. وأن الأحلام لن تتحقق إلا ببذل الجهد والتدريب المستمر.