بينما تأخذ زينب "الريموت كنترول" وتتنقل بين قنوات التلفزيون لفت نظرها مشاهد لفيلم رعب، رغم خوفها في البداية إلا أنها أحبته، وشكل لها فضول عن صناعة تلك الجروح كأنها طبيعية، في البداية استعانت بمحرك البحث على الانترنت لصانعي هذه المشاهد، ثم بدأت منذ ست سنوات مشاهدة فيديوهات لماكيير أجانب يوفرون محتوى لتعلم الماكيير السينمائي، وجربت عمل ذلك من مكونات منزلية على نفسها وأصدقائها، حتى وصلت لنتائج مُرضية بالنسبة لها.
التقت "عين الأسواني" زينب سعد - 26 سنة - خريجة كلية التجارة وتعمل في مجال التسويق، للحديث عن تجربتها.
لماذا قررتي تعلم الماكيير السينمائي؟
أحب من صغري مشاهدة أفلام الرعب رغم خوفي منها، وقد يصل لعدم قدرتي على النوم أحيانًا، ولكي أقلل من حدة هذا الخوف قلت لنفسي بالتأكيد هذه المشاهد غير حقيقية، بدأت بالبحث على الانترنت عن مصدر تلك المشاهد وكيف تصنع، وهذه المنتجات تستورد من الخارج، أعجبت بطريقة صناعة make up فقلت لنفسي لماذا لا أجرب؟
من علمك هذه المهارة؟
لم أجد في أسوان أماكن متخصصة في التدريب على عمل الماكيير السينمائي، فاستعنت بالانترنت ومشاهدة العديد من الفيديوهات لإتقان هذه المهارة، في البداية لم أستطع تحمل تكاليف المواد الخام، فبحثت عن مواد بديلة في محيط منزلي لاستبدالها بالخامات غير المتوفرة بخامات من البيئة حولي، في أول تجربة لي كانت المنتجات من منزلي مثل (الدقيق والفازلين والجيلاتين وفاونديشن الوجه) ونجحت التجربة.
كيف تحصلين على المواد اللازمة؟
المواد الخام كانت تستورد من الخارج، مؤخرًا بدأت شركة بفتح خط تجميل خاص بمواد الماكيير السينمائي، استعنت بمكونات من هذه الشركة مرتين تقريبًا، لكن نظرًا لارتفاع سعر المواد الخام، وطبيعة الإقبال من الزبائن لن توفر لي مردود مالي يغطي التكاليف التي أنفقتها، فلجأت إلى بدائل، وأجرب أكثر من مرة حتى تنجح.
كيف تطورين من موهبتك؟
أتابع الجديد وأشاهد فيديوهات بشكل مستمر، ويليه تطبيق هذه الفيديوهات على أرض الواقع، والتركيز على الجروح والندبات وخطوات صنعها بالترتيب لتخرج بأفضل شكل واقعي، صنعت طقم أسنان كامل من عجينة السيراميك لعمل اسكتش وجه محروق، وكانت النتيجة مرضية.
كيف استقبلت أسرتك قرارك بالعمل في هذه المهنة؟
عائلتي رفضت العمل في هذا المجال باعتباره غريب ومرعب ومناسب للرجال أكثر، لكن بعدما شاهدوني أطور مهاراتي بسرعة، وأخرج اسكتشات تبدو كأنها طبيعية وما تلقيته من عروض على فرص عمل بالقاهرة، تركوني أكمل المهنة، وإذا صادفوا أثناء مشاهدة التلفزيون مشهد جيد لفيلم رعب، ينادوني لأخذ فكرة، وأيضًا أصدقائي شجعوني للاستمرار.
ما مدى الإقبال على هذه المهنة في مدينتك؟
في مسلسل، وفرصة في عرض مسرحي، لكن عائلتي رفضت فكرة السفر، فاضطررت للبحث في مدينتي، لكن الفرص التي تُعرض عليّ لا يتفهم أصحابها أن عليهم دفع المبلغ المطلوب في المواد الخاصة بالاسكتش المطلوب فلا تتم معظمها، لكن الأغرب عندما يطلب مني موظفين أن أصنع لهم ماكيير جروح وندبات حتى يتقدموا للعمل بإجازات مرضية، لكنني أرفض بالطبع.
هل فكرتي في ترك الماكيير والتفرغ لعملك الأول في المحاسبة؟
عملي في الماكيير السينمائي ممتع وسعيدة به، لكن أوقات أشعر بالإحباط لعدم وجود فرصة جيدة لي، فأنا في أوقات فراغي أجلس ثلاث ساعات أجرب اسكتش ويصبح شكله النهائي كالطبيعي وأشعر بالحزن عند مسحه، بالإضافة إلى أن البعض يعتقد أن الماكيير عبارة عن تلوين فقط، وليس شغل دقيق يستغرق ساعات، أما عملي في المحاسبة والتسويق، فهو وظيفة أساسية أعتمد عليها وهي مجال دراستي، وإذا وجدت فرصة في الماكيير السينمائي أستطيع من خلاله الاستغناء عن المحاسبة سأقدم على هذه الخطوة.
حدثيني عن تجربتك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة؟
في الدورة السابقة كانت هناك محاولة للعمل في فيلم من ضمن أفلام الورش؛ لكن الاسكتش المطلوب كان في حاجة لمواد أصلية، وليست البدائل التي أصنعها فلم يحدث اتفاق في النهاية، لكن في هذا العام شاركت في ماكيير فيلم "كاميليا" واحد من ضمن سبعة أفلام لورش مهرجان أسوان في دورته السادسة، وكان الماكيير عبارة عن جرح غائر في اليد، وكانت التجربة رائعة، فالمهرجان وفر لي فرصة حتى ولو مرة واحدة في العام.
ما تتمني تحقيقه في المستقبل؟
أتمنى في المستقبل افتتاح شركات خاصة بمنتجات الماكيير السينمائي، وتتوفر المنتجات بأسعار رمزية، أو افتتح شركتي الخاصة بالمنتجات اللازمة، وأن ينتشر مفهوم الماكيير السينمائي، ويدرك الناس تفاصيله.
فحتى الفرص التي جاءت لي كانت بالصدفة، فأنا لا أجد الدعاية لعملي، فأول فرصة لي كانت في رواية لكاتب يدعى "رومانى أرمس"، والتي رشحته لي مدربة الجيم الذي أتدرب به، كنت أقوم بعمل مقلب بالجروح التي أصنعها ذات مرة فمن هنا جاء الترشيح.