انطلق مهرجان "آرت نارتي" في نسخته السادسة للفنون، ورغم نشأته الأولى في أسوان، إلا أن إشارة البداية كانت من المنيا وقنا، ثم استكمل المهرجان فعالياته بداية من أول أمس في قرية غرب سهيل في أسوان.
"النيل" كان عنوان المهرجان الرئيسي، حيث دارت فعالياته حول النيل وأهميته وتاريخه، ودول حوض النيل.
"عين الأسواني" كانت هناك، ورصدت تفاصيل النسخة السادسة، وما الذي تغير فيها عن النسخ السابقة؟
زاد عدد المتطوعين والمدربين والمشاركين عن الأعوام الماضية، هكذا استهلت نيهال دهب، المسئول الإعلامي للمهرجان، حديثها لـ”عين الأسواني”، مضيفة أن حلمهم تحول المهرجان ليكون الأكبر للطفولة داخل وخارج مصر.
وتابعت: “بدأ المهرجان هذا العام من محافظتيّ المنيا ببني حسن، وقنا في دندرة بمشاركة مبادرة "دوّي" - وهي المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات واليونيسيف من شركاء المبادرة ـ كما نُظمت ورشًا للخرز، والحكي، والرسم، وألعابًا تفاعلية، بالإضافة إلى 30 ورشة تعليمية بأسوان مثل: "العجينة البيضاء، والرسم الحر، والحكي، ورسم على الكرتون، والجلو، وورش العرائس".
ولخلق حالة من النشاط والتعليم المستمر، قالت دهب إن المهرجان يقوم بعمل تبديل للأطفال في كل ورشة، خاصة وأنه منذ بداية المهرجان منذ ستة أعوام شارك أطفال كثيرون، ومنهم من تطوع الآن، هكذا توضح دهب، التي أشارت إلى أن هناك أطفال أيضًا يشاركون، من أجل امتهان حرفة ما بعد الورش.
وخصص المهرجان ـ وفقًا لدهب ـ الألعاب التفاعلية لمساعدة الأطفال على التحدي، وتنشيط الذاكرة أثناء اللعب، والتعاون والمهارة.
أما منة حمزة، مصممة الحلي والاكسسوارات، فتشارك للمرة الأولى، وتقول إنها تحب تعليم الأطفال حرفة تساعدهم، مثل صناعة الاكسسوارات والسبح.
المصممة، استخدمت ألوان النيل: الأزرق، الأبيض، البني، للتماشي مع عنوان المهرجان، الذي ترى أن عنوانه فرصة لتنبيه الأطفال لألوان النيل، والاهتمام بنظافته.
قالت للأطفال: “لو أن النيل غير نظيف فإنكم لن يمكنكم مشاهدة جماله وجمال ألوانه".
أيضًا، إسراء سليمان، مصممة الأزياء، شاركت للمرة الأولى، ورأت نسبة كبيرة من الأطفال مهتمين بالفن، وقالت لـ"عين الأسواني:” الأطفال بيتعلموا بسرعة، وينتظرون الورش قبل بدايتها".
دربت إسراء الأطفال على ورشة طباعة على القماش، باستخدام "الاستنسل" المفرغ والألوان البلاستيك والزخارف على أشكال لها علاقة بالنيل، وزخارف من النوبة، والسودان، وكينيا.
وشاركت راندا محمد، ولى أمر أطفال بالمهرجان للمرة الأولى، ليس فقط كأم ولكن كمتطوعة أيضًا، اصطحبت أطفالها ليتعلموا أسس الرسم والتلوين، وسوف تستمر حتى نهاية المهرجان، هكذا تقول.
كما شاركت ريم حسن، 15 سنة، للمرة الأولى، في ورشة الطباعة على القماش، وعلى عكسها أخبرنا عبدالهادي محمد 14 سنة، أن هذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها بالمهرجان، وذلك لحبه للرسم.
أما السيد إبراهيم، كاتب أطفال وعضو إتحاد كتاب مصر، فحكى للأطفال، ثلاث قصص، الأولى عن بغبغاء لا يطير، وموطنه في نيوزيلاندا واسمه "الكاكابو"، وقد خلقه الله بأجنحة صغيرة، وهدف القصة أن نقول للأطفال أن الله لو خلقنا بصفات جسمانية معينة فلن نستطيع تغييرها، وأن علينا التعايش معها، هكذا يوضح إبراهيم.
كما حكى إبراهيم، قصة أخرى عن الرحمة بالطيور، وأهمية عدم حبسهم وتوفير الطعام لهم، ثم قصة ثالثة بعنوان: “لماذا رحل الدب القطبي؟"، عن دب لونه أبيض، ذهب للغابة وحاول تغيير لونه الطبيعي، وكل هذه القصص تركز على السلوك والعلاقة مع الآخرين.
يضيف إبراهيم رأيًا ويقول: "زرت بعض القرى في المنيا وقنا، وتأثرت بعدم وجود خدمات للأطفال مثل قصور الثقافة والسينما والمسرح والورش الفنية في كل مكان".
وقالت إيمان قطب، مدربة ورشة الجلود،: "قمنا بعمل ورشة عن الرسم على عقد من الجلد، وميداليات جلد طبيعي"، مضيفة أنها وجدت أطفالًا كثيرين متميزين وموهوبين.
واصطحبت عزة عبدالرؤوف، وهي مدير مؤسسة تحمل اسم "الجدة”، 25 طفلًا من المؤسسة، ومن مدرسة قبص المنير السودانية، ومدرسة نوبل للتعليم السوداني، لتُنمي مهاراتهم.
ومهرجان "آرت نارتي"، انطلق للمرة الأولى خارج أسوان، حيث بدأ من محافظتيّ المنيا ببني حسن، وقنا في دندرة، الجمعة 12 مايو، واستمر إلى 15 مايو، ثم انتقل إلى أسوان بفندق "أشري نارتي"، في غرب سهيل، وتستمر فعالياته إلى 25 مايو الجاري.