قضت مكة عبد اللاه ما يقرب من 40 عاما في العمل كرائدة ريفية، كحلقة وصل بين سيدات قري أسوان والمؤسسات الخدمية والصحية، حتي اصبحت من بين المعينين بالمجلس القومي للمرأة، وتكرم في يوم المرأة المصرية من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
الحاجة مكة كما يلقبها نساء قريتها " العدوة " بمركز كوم أمبو، قالت لـ " عين الأسواني" في اتصال هاتفي، " لم تنقطع اتصالات أهل القرية للتهنئة علي التكريم، وأشعر بأني ولدت من جديد، لن أعود للقرية خلال الأسبوع سأبقي في القاهرة لإرتباطي بمواعيد مقابلات للعمل ".
تعمل الحاجة مكة كرائدة ريفية منذ الثمانينات، وخصصت جزء من منزلها ليكون مشغل لتعليم السيدات حياكة الملابس وحضانة لرعاية الأطفال في القرية.
وتضيف انها " تجهز لقافلة مع وزارة التضامن الاجتماعي كرائدة ريفية في 27 قرية بأسوان، عقب عودتها للمنزل".
تشرح أقدم رائدة ريفية في الصعيد، عملها بأنه حلقة وصل بين النساء والمؤسسات الخدمية والصحية،لتسهيل تنفيذ الإجراءات ومساعدتهم، لاستخراج الأوراق الشخصية مثل بطاقة الرقم القومي وقسيمة زواج فالعديد من النساء لا تتفهم أهمية هذه الأوراق أو لا تستطيع التعامل مع مكاتب السجل المدني والزحام، لذلك دورها المساهمة في توعية النساء وتسهيل استخراج هذه الأوراق، وقالت خلال الشهر الماضي فقط ساعدت في استخراج 249 بطاقة شخصية لسيدات من الأرامل والمطلقات.
نشاط وخبرة الحاجة مكة ألهم منتجي الأفلام لإنتاج فيلم "أبواب مكة" ضمن مسابقة أفلام ذات أثر التي ترعاها وزارة التضامن الاجتماعي بمهرجان أسوان لسينما المرأة في دورته السادسة، ليحكي قصتها، ومشوارها كرائدة ريفية وأهمية الدور المهم التي تقوم بها الرائدة الريفية في مجتمعها.
تشجع الحاجة مكة السيدات علي العمل كرائدة ريفية تساعد من حولها، وتقول إن عملها كان بالصدفة عندما احتاجت مؤسسات خدمية بالدولة حاجتها لنساء ليتم تدريبهن كرائدات ريفيات، ورشحني أهالي قريتي لهذا الدور ومن يومها وأنا أعطي وقتي لمساعدة الناس وتدريب النساء ليصبحن رائدات ريفيات مثلي.
وأضافت " أكثر ما يسعدني هو دعوات النساء إلي الله بحقي ،فأذكر دعوة جميلة عندما ساعدت سيدة مطلقة في استخراج شهادة ميلاد لابنها".