"الكحك الأونلاين" يفشل في اختبار الأسعار

تصوير: رنا محمد - أ{شيفية_ سيدات يصنعن "كحك العيد" بأحد منازل سوهاج

كتب/ت ريماس محمد
2025-03-29 13:27:00

في ظل موجات الغلاء المتتالية التي تشهدها مختلف القطاعات بمصر، يجد مشروع بيع مخبوزات العيد نفسه في مواجهة تحديات كبيرة، حيث تؤثر الزيادة المستمرة في أسعار المكونات الأساسية على تكلفة الإنتاج، وبالتالي على الأسعار النهائية للمنتجات، وعلى الرغم من هذه الصعوبات، لا يزال هناك إقبال على المخبوزات المنزلية نظرًا لجودتها وطعمها المميز.

تقول سمية محمود، إحدى سيدات جزيرة شندويل، إنها بدأت مشروع بيع مخبوزات العيد منذ عدة سنوات، بهدف تقديم منتجات عالية الجودة وتحقيق دخل إضافي لنفسي، لكن غلاء الأسعار أثر بشكل كبير على تكلفة الإنتاج، لذا حاولت البحث عن بدائل أقل تكلفة دون التأثير على الجودة، فاستخدمت السكر البني بدلًا من السكر الأبيض، ولكن لا تزال هناك "أزمة تكاليف".

ارتفاع ملحوظ

وتشير سمية إلى أن بعض المكونات شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار؛ مثل السكر، الزبدة والفانيليا، مما جعل العملاء يوازنون بين الجودة والسعر، عبر البحث عن خيارات أقل تكلفة، فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر الكعك السادة إلى 170 جنيهًا للكيلو، بينما وصل سعر الكعك بالمكسرات إلى 230 جنيهًا للكيلو، مما جعل بعض العملاء يتجهون إلى شراء كميات أقل أو البحث عن بدائل أرخص.

كما تضيف أن سعر البيتي فور بلغ 225 جنيهًا للكيلو، والغريبة بالسمن البلدي مع البندق أو اللوز وصلت إلى 260 جنيهًا للكيلو، أما الغريبة بالسمن النباتي فتبلغ 190 جنيهًا للكيلو، وهو ما جعل بعض الزبائن يفضلون شراء كميات صغيرة للحفاظ على ميزانياتهم.

كميات أقل

وبالرغم من غلاء الأسعار، تتوقع سمية استمرار الطلب على المخبوزات المنزلية، وذلك بسبب تفضيل الناس المنتجات المنزلية نظرًا لارتفاع جودتها، لذلك لجأت سمية إلى بيع المنتجات عبر الإنترنت، لأنها تعتبر الوسيلة الفعالة للوصول إلى العملاء، ومع ذلك فإن انخفاض الإقبال قد يؤثر على دخل سمية، حيث تمثل أرباح المشروع حوالي 30% من إجمالي دخلها.

وتتابع سمية في حديثها عن تأثير الأسعار على الزبائن بقولها "حتى البسكويت، الذي كان يُعتبر خيارًا اقتصاديًا للبعض، أصبح سعره 200 جنيه للكيلو، مما جعل العديد من الزبائن يعيدون التفكير في شراء الكميات التي اعتادوا عليها كل عام التأثير على الإنتاج والإقبال.

دخل إضافي

أما سوزان عبد الحكم، وهي سيدة منزل بدأت مشروعها منذ 9 سنوات، توضح أن السبب الرئيسي وراء دخولها هذا المجال هو دعم دخل أسرتها والمساهمة في المصروفات، ومع ذلك توضح سوزان أن غلاء الأسعار أثر بشكل ملحوظ على إقبال الناس على شراء منتجاتها، حيث أصبح العملاء يشترون كميات أقل بسبب ارتفاع الأسعار.

وتستطرد سوزان في حديثها قائلة "البيض والسمنة من أهم المكونات الأساسية في المخبوزات، ولا يمكن استبدالهما ببدائل أرخص، مما يجعل تخفيض التكلفة أمرًا صعبًا".

بستاشيو

أما عن الإقبال على المنتجات الحديثة مثل البستاشيو واللوتس، فتقول سوزان إنه ضعيف، حيث يفضل العملاء شراء كميات قليلة، ولكن بجودة عالية.

لجأت سوزان إلى بيع المنتجات عبر الإنترنت، حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي دعاية قوية للمشروع، ومع ذلك فإن ضعف الإقبال قد يؤثر على الدخل الذي أتوقعه.

الجاهز أسهل

من ناحية أخرى، تعكس هناء عبد العاطي وجهة نظر مختلفة، حيث تشير إلى أن ارتفاع أسعار الدقيق، السكر والزبدة، جعلها تتراجع عن تحضير الكعك في المنزل، وتوضح قائلة "حاولت البحث عن بدائل أقل تكلفة، لكن لم أجد بدائل مناسبة، لذا قررت الاعتماد على الشراء من الخارج بدلًا من الإنتاج المنزلي".

أما لمياء علي، فتتفق مع هذا الرأي، موضحة أنها تفضل شراء الكعك الجاهز بدلًا من تحضيره في المنزل، رغم حبها للمنتجات الجديدة مثل كعك البستاشيو، إلا أن ارتفاع تكلفته يمنعها من إعداده.

تصوير: رنا محمد - أرشيفية_ سيدات يصنعن كحك اللعيد منزليًا بسوهاج